Awni
عَوني

"عوني الدوس"، صغيرٌ ناشئٌ في قطاع غزَّة، و فيها أيضًا قد قُطِع طريق حلمه قبل الوصول إليه، قُطِع بالموت و لا سواه. "عوني" كان صغيرًا جدًا لكي يرحل، لكي يُقتل و يُمزَّق جسده بهذه الطريقة المفجعة، راح و راحت معه كلُّ أفكاره التي كان يحتويها مع أصدقائه و هم يرسمون أشكالهم المستقبلية برؤوسهم، أفكاره التي حسب قوله "رح تكسِّر الساحة" قد ماتت و تكسَّرت قبل بزوغها حتَّى. عوني لم يرضَ بالرَّحيل وحيدًا مع أفكاره، بل اصطحب عائلته بأكملها تقريبًا في ذلك المشهد المروِّع في التاسعة عشر من أكتوبر الخالد في طيَّات كتب الفجائع البشريِّة، و ما زال الأطفال من جيله ساعةً بعد ساعة، يحلِّقون عنَّا نحو "عوني" و معهم كلُّ ما كانوا يفكِّرون به في سنيِّ حياتهم اليافعة، و ما "عوني" إلَّا مشهدٌ صريحٌ لما يجري من قتلٍ للنفس التي لا ذنب لها، و أنَّ الإنسان لا قيمة له أحيانًا إلَّا يوم يموت!
✍🏼 محمد

تاريخ النشر 17-11-2023
اقتباسات أخرى ذات صلة