O Allah, make us among your few (faithful) servants
اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ القَلِيْلِ

لماذا الحق وأهله قليل؟

لأن هذه من أكثر السنن الكونية يقينًا. لم يذكر القرآن الكريم قلة إلا ومدحها، ولا كثرة إلا ذمها.. وكلما مررنا على هذه الآية تأكد لنا ذلك
"قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ"

وعظهم الله بالتدبر أفرادا وأزواجا فقط، أكثر من ذلك يبدأ ضغط الجماعة في الظهور.

الحق يلزمك بأمور كثيرة لا يريد أغلب الناس أن يتحملوها (مهما زعموا بألسنتهم) منها التخلي عن العصبية بكل أنواعها، والتضحية بالمصالح المادية، وبذل الجهد من أجل التعلم، والتفقه في الدين لاكتساب البصيرة، وتطهير النفس من العناد وتهيئتها للنظر في وجوه الأمور، وغير ذلك.

أما الباطل فلا يلزمك بالتضحية، وإنما كل ما عليك أن تنصاع وتتبع السائد والمألوف لكي تكفي نفسك شر القتال. ولذلك نجد أن أغلب الناس لا ينكرون الحق فقط، بل يكرهونه لأنه ينغص عليهم عيشتهم في نعيم الطاعة العمياء "أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ"

الحق قليل لأنه نور من الله. ونور الله عزيز لا يعطيه إلا لمن أقبل عليه واستعد للكدح في سبيله، ولمن ترك زينة الدنيا طواعية ولم يأسف على فواتها. ومن أين لك بكثرة تفعل ذلك؟

تاريخ النشر 23-12-2024
اقتباسات أخرى ذات صلة