"الوقوف مع طرف في الحق لا يعني تأييده في باطله"
كل يوم يأتينا بمدخل جديد للمز المقـ.ـاومة والطعن فيها بخبث يتخفى وراء عبارات ظاهرها الحق وباطنها الأباطيل.
يجب أن يعلم المتابع للأحداث أن الكذاب الصريح بكذبه وعدائه هو أهون عدو (وهو أحمق عدو أيضًا) لأنه سهل الكشف، هؤلاء جند خائبون لا يعرفون حتى كيف يخدمون الشيطان بشكل جيد.
أما المنابر الشيطانية بحق، فهي تتبع نهج إبليس في أن يأتي في زي الناصح الأمين {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} ويختفي وراء مقدمات يظنها السامع حقا. منها ما يتردد مثلًا عن أن "الوقوف مع طرف في حقه لا يعني تأييده في باطله" فأنت تسمع هذا وتقول نعم أنا أتبع الحق وأتبرأ من الباطل. لكن هؤلاء ماذا يريدون؟
هم يريدون أن يزعموا إن محور المقـ/ومة له انتهاكات معينة (وخاصة الحـ.ـزب في سوريـ/)، ويريدون أن يثبّتوا هذه النقطة في الوعي وألا تغيب مطلقًا وسيظلون يعودون لهذه النغمة مرارًا رغم تفنيدها بكل الحقائق.
هم فشلوا أن يثنوا الرأي العام عن تأييد الحزب ونصرته لأن الناس ترى بماذا يضحي وماذا يبذل كل يوم من أجل غزة، ولذلك فهم توقفوا عن لمز جهوده في المعركة الحالية بعد أن حاولوا ذلك لمدة عام كامل. وما يريدونه الآن هو ألا يتحول هذا الدعم إلى ولاية مستمرة، أن ينتهي حبُّنا لهذه المسيرة المقدسة بمجرد انتهاء الحرب.
من يستخدم هذه العبارة في مثل هذه الأيام يوظفها للطعن بالحزب وسيدها الأمين الشهـ.يد بأسلوب "لبق"، وهو يسير على نفس خط العدو في قطع الرؤوس (الثقافية والدينية والسياسية والفكرية)، يريدونك أن ترى الناصر مثل المتخاذل، والقائم مثل القاعد، يريدونك أن تقول "كلهم مثل بعضهم"، وألا ترى أن المعركة هي معركة حق وطُهْر وأمانة وتقوى وشرف مطلق أمام باطل مطلق، فلا تنطلي عليك أكاذيبهم... {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ}