How do I remember him when I’ve never forgotten?
وَكَيْفَ أَذْكُرُهُ إِذْ لَسْتُ أَنْسَاهُ؟

هذا الشطر يلخص مشاعرنا وعلاقتنا مع السيد.. قبل وبعد استشهـ/ده.

فهو حاضر فينا والفقد جعل هذا الحضور يحتل مساحة أوسع وأعمق في قلوبنا. لن يفهم هذه العلاقة من لم يتذوق حلاوة ترقب خطاباته وفرحة الإعلان عن موعدها للأهل ونشوة الاستماع إلى كل كلمة واستشعار مفعولها في صحوة الضمير وتنوير البصيرة.

نعم هكذا كنا.. نترقب خطاباته بفارغ الصبر.. نلغي مواعيدنا لكي نشاهدها مباشرة.. نشعر بأنه يحدثنا شخصيًّا ويبتسم لنا ويعنينا.. نرسم في مخيلتنا سيناريو لقائه… ماذا سنقول له؟ وكيف سنمنع أنفسنا من عناقه؟ رابطة تشكلت على مرّ الأيام والليالي والسنين، عشق في الله ازداد اتقادًا بعدما طواه عنّا الغيب.

يقيم الله أولياءه أوتادًا في الأرض وأعلامًا شامخات أعلى من الجبال. بهم يُعرف صراطه، وبسيماهم تُطفأ نيران الفتن، وبسيرتهم يقتدي السالكون نحو رب العالمين. وكان رحمه الله دليلنا، ولن يتغير ذلك إذ لا يزال حيًا بيننا ولكن لا نشعر به.

كنا في حياته نستهل الدعاء بالدعاء له .. قبل النفس والأهل والولد... ولم نشعر باليأس قط رغم تواصل المِحَن الداعية إليها، فقد رأينا على يديه تحقق الوعد الإلهي {إن تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ}. جاء «نصـ/ـر الله» فازددنا بذلك إيمانًا وتسليما.

«اللهُمَّ لَكَ الحَمدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤُكَ في أوليائِكَ الَّذينَ استَخلَصتَهُم لِنَفسِكَ وَدِينِكَ إذ اختَرتَ لَهُم جَزِيلَ ما عِندَكَ مِنَ النَّعيمِ المُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ وَلا اضمِحلالَ، بَعدَ أن شَرَطتَ عَلَيهِمُ الزُّهدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنيا الدَّنِيَّةِ وَزُخرُفِها وَزِبرجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَعَلِمتَ مِنهُمُ الوَفاءَ بِهِ فَقَبِلتَهُم وَقَرَّبتَهُم»

تاريخ النشر 12-10-2024