أُمَّة مُحَمَّد

منذ يومين احتفل المسلمين بمولد النبيّ الموافق الثاني عشر من ربيع الأول، وهو التاريخ الثابت عند السُّنة. أما الشيعة فيحتفلون بالمولد يوم السابع عشر من ربيع الأول.

هذا الخلاف في تحديد التاريخ مع الاتحاد في إحياء الذكرى المباركة هو آية من آيات الله في هذه الأمة لمن يعقلها. فقد كتب الله أن تتعدد مذاهب المسلمين ورؤيتهم للتاريخ كما تعددت ألسنتهم وألوانهم، ولو شاء الله لجمعهم. ولكنه أبقى على الاختلاف لحكمة هي أن يتعارفوا فيما بينهم، وأن يمحصهم بالبلاء ليرى أيهم يتسامى فوق عصبيات الجاهلية.

وانظر الآن في محنة غزة، كيف لا يزال الغافلين يتنابزون بالألقاب ويثيرون النعرات القومية والعرقية والمذهبية لأهون سبب، بينما المحمديون حقًا قد تفرقت بهم المذاهب والبلاد وجمعتهم ذكرى نبي الحق، يحبونه كحب أبنائهم وآبائهم أو أكثر، يبغضون من لا يسير على سنته في نبذ الشقاق بين المؤمنين ويسعى بينهم تفريقًا.

اختلاف يوم المولد النبوي يلخص مشهدًا يحدث كل لحظة ولا نستشعره، هو أن ذكر الله ورسوله لا ينقطع لحظة لأن المسلمين مفرقين في بقاع الأرض، فصلاة الظهر ما إن تنتهي في بلد حتى تبدأ في بلد غيره، والذاكرين لرسول الله بالملايين في كل لحظة. فكان تفرّقهم أكثر دلالة على اجتماع قلوبهم.

يقول سيد المقـ//ومة في خطابه الأخير إن هدف العدوّ من ضرباته هو فصل الجبهتين، الجبهة الفلسطينية من ناحية، والجبهة اللبنانية وجبهة محور المقـ//ومة بوجه عام من ناحية أخرى، وهذا لن يحدث. هذه هي الرسالة التي ينبغي أن نستحضرها في ذكرى مولد محمد ﷺ، أن مسؤولية كل مؤمن هي رفض ما يمزّق أواصر الأمة، والتمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها.

وُلِد الهُدى يوم الثاني عشر، وولد الهدى يوم السابع عشر، وولد الهدى من جديد كُلّ يوم ذكره الذاكرون وسارت على سنته أمة الإسلام إلى يوم يبعثون.

اللهم صل على محمد وآل محمد في الأولين، وصل على محمد وآل محمد في الآخرين، وصل على محمد وآل محمد في الملاء الأعلى.

تاريخ النشر 19-09-2024
اقتباسات أخرى ذات صلة