عصر الأنصاف بامتياز.
أنصاف آراء.. أنصاف مواقف.. أنصاف حلول.. أنصاف مثقفين.. أنصاف مؤمنين.. أنصاف داعمين ومناصرين. أنصاف.. مذبذبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.
نصف معلومة… نصف حقيقة.. نصف معرفة.
يقول الإمام عليه السلام: «يَسِيرُ الْمَعْرِفَةِ يُوجِبُ فَسَادَ الْعَمَلِ» لأن نصف المعرفة أخطر من الجهل.
.
و ما التخبط والعبثية التي نعيشها اليوم إلا من "الأنصاف".
ويقول جبران خليل جبران:
لا تجالس أنصاف العشاق، ولا تصادق أنصاف الأصدقاء، لا تقرأ لأنصاف الموهوبين، لا تعش نصف حياة، ولا تمت نصف موت، لا تختر نصف حل، ولا تقف في منتصف الحقيقة، لا تحلم نصف حلم، ولا تتعلق بنصف أمل، إذا صمتّ.. فاصمت حتى النهاية، وإذا تكلمت.. فتكلّم حتى النهاية.. إذا رضيت فعبّر عن رضاك، لا تصطنع نصف رضا، وإذا رفضت.. فعبّر عن رفضك.. لأن نصف الرفض قبول.. النصف هو حياة لم تعشها، وهو كلمة لم تقلها، وهو حب لم تصل إليه، وهو صداقة لم تعرفها.. النصف هو أن تصل وأن لاتصل، أن تعمل وأن لا تعمل.. أن تغيب وأن تحضر.. النصف هو أنت، عندما لا تكون أنت.. لأنك لم تعرف من أنت، النصف هو أن لا تعرف من أنت.. نصف شربة لن تروي ظمأك، ونصف وجبة لن تشبع جوعك، نصف طريق لن يوصلك إلى أي مكان، ونصف فكرة لن تعطي لك نتيجة النصف هو لحظة عجزك وأنت لست بعاجز.. لأنك لست نصف إنسان. أنت إنسان وجدت كي تعيش الحياة، وليس كي تعيش نصف حياة.