يروج الآن بين حزب الانهزامية والتخذيل عبارة مشبوهة هي أن "انعدام الخيارات لا يسمى صمود". وهي عبارة فاجرة لا ترقى حتى لأن تسمى "كلمة حق يراد بها باطل"، بل هي باطل يراد به باطل.
الجذر (ص م د) يدل في اللغة على أمرين، إما القصد وإما الصّلابة.
واسم الله الصَّمد مشتق من المعنى الأول، فهو (جل جلاله) السيد الذي يقصده الخلق بدعائهم وطلبهم، أي يصمدون إليه ليقضي الحاجات بإذنه. فهو صمَدٌ وهم إليه صامِدون.
أما المعنى الثاني فأصله الصَّمْد (بسكون الميم)، أي المكان الصلب.
وإخواننا الصامِدون في غزة خاصة وكل جبهات الإسناد عامة هم صامدون بالمعنيين، صامدون إلى الله وحده الذي لم يكُن له كُفوًا أحد، وصامدون امام العدو، صِلَاب كالجِبال بل أصلب. وهذا هو جوهر "الإخلاص". بالإيمان بالصمدية، والعمل بالصمود.
يقول سيد قطب في تفسيره لسورة الإخلاص، أنه متى فهم الإنسان ذلك، "وردّ الأمور إلى مشيئة الله وحدها، تنسكب في القلب الطمأنينة، ويعرف المتجه الوحيد الذي يطلب عنده ما يرغب، ويتقي عنده ما يرهب، ويسكن تجاه الفواعل والمؤثرات والأسباب الظاهرة التي لا حقيقة لها ولا وجود!".
ليس هناك انعدام في الخيارات، وإنما هما خياران، خيار الصمود والإخلاص رغم العذابات والألم، وخيار الانهزام والتباهي به وفلسفته.

 نسخ الرابط
 نسخ الرابط   



