If We so will, We can send down to them from the sky a Sign (a miracle), that will force their necks to remain bowed in humility.
إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ

يعني: "لو شاء الله لأنزل عليهم آية يذلون بها، فلا يلوي أحد منهم عنقه إلى معصية الله". ولكنه لم يفعل لأن الدنيا دار اختبار وعلى الناس اختيار سبيل الحق بمحض إرادتهم.

وهذا ليس اختبارًا لغير المؤمنين فحسب. بل المؤمن يخضع للامتحان نفسه {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ}

يفتنون أي يمتحنون. ولكي ننجح في هذا الامتحان علينا أن نكلف نفسنا عناء البحث عن الهداية ومن ثم تلقيها واستيعابها. الهداية من الله تعالى ولكن لن يحصل عليها من أغلق على قلبه بمغالق العصبية والغرور والأنانية والجهل واستسلم للكسل في السعي لدحض الثقافة الباطلة. ”المستحق للهداية هو الطالب لها والعامل من أجل الحصول عليها”.

والامتحان الحقيقي يحصل عندما تكون ثقافة الباطل منتشرة. يقول الشيخ حسن فرحان المالكي: "لا يوجد ابتلاء حقيقي إذا غلبت ثقافة الحق. إذا غلبت ثقافة الحق بطل الابتلاء تقريبًا. إذا كان الحق معه السلطة والمال والقوة، أنت لست في محل تمحيص ولا تُفعّل بل تصبح كالقطيع. إنما الابتلاء يكون عندما يكون للباطل ثقافته وأمواله وسلطته وسعته فتصبح أنت مكلفًا للبحث عن الحق"

وقال الإمام علي عليه السلام: ولو أراد الله جل ثناؤه حيث بعثهم أن يفتح لهم كنوز الذهبان ومعادن البلدان ومغارس الجنان، وأن يحشر طير السماء ووحش الأرض معهم لفعل، ولو فعل لسقط البلاء وبطل الجزاء واضمحل الابتلاء، ولما وجب للقائلين أجور المبتلين، ولا لحق المؤمنين ثواب المحسنين ولا لزمت الأسماء أهاليها على معنى مبين، ولذلك لو انزل الله من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين، ولو فعل لسقط البلوى عن الناس أجمعين.

{مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}

تاريخ النشر 28-06-2024