إذا قيل من سادة الشعر العربي والمقدّمين فيه، كان أبو الطيب، أحمد بن حُسين، المعروف بالمتنبي، في أوائل الشعراء، إن لم يكن أولهم. فهو كما وصف نفسه “رب المعاني الدقاق”. أكثر الشّراح من العناية بديوانه، وتناوله الأدباء والشعراء ببالغ الإجلال، فهو واسطة العقد في الشعر العربي
وكان الشعراء يعرفون قدر المتنبي، فهذا أبو العلاء المعرّي يتعصّب له ويشرح ديوانه في كتابين، أسمى أحدهما “معجِزْ أحمد”، وكفى بهذا العنوان دليلًا على مقدار أبي الطيب بين أدباء العرب، ومنه اقتبسنا عنوان مطبوعتنا الفنية
في مطبوعتنا “موجز أحمد”، جمعنا بضعة وثلاثين بيتًا من أجود أبيات المتنبي، كثير منها جرى مجرى المثل، ومعظمها خلّدته ذاكرة العرب الجمعية فصار القاصي والداني يتعرّف عليها حتى وإن لم يكن مهتمًا بالشعر. لم نقصِد من هذه الاختيارات مجرد عرض روائع شعره، وإنما تأليفها في نسَق منطقي يأخذ قارئها في رحلة شعرية، فالأبيات في كل صف يجمع بينها موضوع واحد وأوجه تشابه نترك للقارئ متعة اكتشافها وعقد الصلات بينها، فشعر المتنبي لا يُفهم بطريقة واحدة
ولكن تأخذ الآذان منهُ.... على قدرِ القرائحِ والعلومِ
التصميم مستلهم من مخطوطة فارسية تعود للقرن السادس عشر. لطالما أبهرتنا المخطوطات الفارسية لعيون الشعر الفارسي والزخرفات المذهبة فيها، وأردنا إعادة إنتاج هذا الأسلوب ولكن مع عرض أبيات من الشعر العربي. فاحتفظنا بالتصميم الأصلي وعناصره البصرية كما هي، سوى تعديلات طفيفة، استمرارًا لأسلوب صفحة ضاد في إعادة اكتشاف التراث الإسلامي (اللغوي والثقافي والفني) وتقديمه للجمهور المعاصر في شكل مطبوعات فنية عالية الجودة
نأمل أن تقدم هذه المطبوعة الإلهام لمن يقتنيها، وأن ترشده في حياته مثلما يرشدنا الشعر في أرقى صورِه، فهذه الأبيات بها عصارة فكر المتنبي ونبراسه للحياة. وفيها من صدق التجربة وقوة العاطفة ما يجعلها مِصْداق لقول الشاعر
وإن أحسن بيت أنت قائله... بيت يقُال إذا أنشدته صدقا
.
للتعرف أكثر على مطبوعاتنا الفنية واقتنائها، زوروا متجرنا الإلكتروني. الرابط في النبذة التعريفية
@arabicwords.shop
shop.arabicwords0.com