Do I leave Ray, my dream throne
أأتــركُ مُـلكَ الريِّ والريُّ مُنيتـي

الصراع بين الحق والباطل هو صراع داخلي في المقام الأول، أشار إليه القرآن الكريم بقوله “وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا”، وقد يتخيل البعض منا أن الإنسان إن عرف الباطل تجنبه، وإن عرف الحق اتبعه، وليس ذلك حقيقي، فالتاريخ يروي لنا هذه الأبيات على لسان عمر بن سعد، الذي كان يطمع في ملك الري إن هو شارك في قتل الحسين، وفي هذه الأبيات يقلب الأمر بين الإثم الذي تعقبه منفعة دنيوية وبين الحق الذي يخسر معه مطامعه، فاختار الأول راضيًا طائعًا، بل كان أول من رمى جيش الحسين وأشهد الناس عليه بذلك، ولكنه لم يحصل على ملك الري بعد أن تنصل من هذا الوعد من كانوا أغروه به، فعاد بخفي حنين ولم يهنأ هو نفسه بحياته بضع سنوات حتى جاءه من يقتله وليلقى الله بدم آل بيت رسول الله.

وورد أنه وصف نفسه وما جناه بآية “ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ”، ومن يسير بسيرته ويختار ما اختاره لن يلقى إلا نفس المصير.

تاريخ النشر 29-02-2024
اقتباسات أخرى ذات صلة