الرسالة الأخيرة لهارون تبدأ هكذا "أنا على وشك الاعتراض بأسلوب هو الأعنف، ولكن مقارنة بما يعانيه الناس في فلسطين على أيدي محتليهم، فليس ما سأفعله عنيفًا على الإطلاق". وتوفي وهو يهتف "فلسطين حرة". العناوين الصحفية الغربية لا تذكر رسالة هارون ولا سبب قيامه بما فعل، وتخفي عمدًا أنه صاحب قضية، وأن وسيلة الاعتراض هذه ليست جديدة، فعلها الراهب تتش كوان دك في الستينيات اعتراضًا على اضطهاد البوذيين في فييتنام، وفعلها البوعزيزي في تونس، والضمير العالمي يحتاج كل حين إلى من يوقظه من مَوَاته بعد أن فشلت الصيحات والمشاهد الدامية، وعندما يخاطب القادة "أحرار العالم"، فإنما يعنون هارون وأمثاله ممن يفضلون الموت العزيز الذي يفوق التصور على الحياة الصامتة الذليلة.
وقد أثنت الـmــقاوmــة على صنيع هارون ونعته نعيًا صادقًا تقول فيه: "سيبقى الطيار البطل آرون بوشنل خالداً في ذاكرة شعبنا الفلسطيني وأحرار العالم، ورمزا لروح التضامن الإنساني العالمي مع شعبنا وقضيته العادلة".