What made the lovely does of Beni Amer laugh at me?
مَا الَّذي أَضْحَكَ مِنِّي الظَّبياتِ العامِريَّة

مسرحية مجنون ليلى لأحمد شوقي تعد من أروع ما قدمه المسرح الشعري في العالم العربي. تأخذ المسرحية مادتها الأولية من تاريخ العرب في بوادي نجد والحجاز أيام العصر الأموي. وتدور أحداثها حول الشاعر قيس بن الملوح وحبه العذري لليلى.

في الفصل الأول من المسرحية نشهد مجلس سمر أمام دار ليلى، حيث يتحدث بعض الفتيان والفتيات عن أخبار السياسة في الحضر والبادية.

يرسم شوقي في هذا المشهد المناخ السياسي في ذلك العصر وانقسام الرأي بين الناس بين شيعي وأموي وبين من يظهر الولاء بلسانه لبني أمية في حين أن داخله وعواطفه مع أهل بيت النبوة، مشيرًا إلى سطوة الدولة الأموية حيث كان الناس يخشون على أنفسهم بأس سلطانهم ويخفون مودتهم للحسين بن علي.

وهذا ما يبينه الحوار بين ليلى والشاعر قيس بن ذريح وهو أحد شخصيات المسرحية (هناك قيسان في المسرحية، قيس بن الملوح مجنون ليلى وقيس بن ذريح المعروف بقيس لبنى):

تسأل ليلى قيس عن يثرب قائلة:
ابن ذريحٍ نحن في عُزْلَةٍ
فهل على مُسْتفهِمٍ منك باسْ؟
دارُ النبيِّ كيف خلَّفْتَها؟
كيف تركتَ الأمرَ فيها يُساسْ

فيقول قيس بن ذريح:
تركتُها يا ليلَ مَضبوطةً
يحكُمُها والٍ شديدُ المراسْ
إن حديثَ الناس في يثربٍ
همسٌ وخطوَ الناس فيها احتراس

وابن ذريح يمثل من يوالون عليًّا ويعارضون بني أمية فترد عليه ليلى التي تظهر الولاء لبني أمية:

ابن ذريح لا تَجُرْ واقتصِدْ
أحلامُ مَرْوانَ جبالٌ رَواسْ
يؤسِّسُون المُلْكَ في بيتهم
والْعُنْفُ والشدةُ عند الأساس

فتتضاحك الفتيات وتقول إحداهن لأخرى:
ليلى على دينِ قيسٍ فحيثُ مال تميلُ!
وكلُّ ما سرَّ قيسًا فعند ليلى جميلُ

فيرد ابن ذريح:
ما الذي أضحك مني الظَّبياتِ العامريَّة
ألأَني أنا شِيعِيٌّ وليلى أمويّة؟
اختلافُ الرأي لا يُفْسدُ للود قضيَّة

وانتشرت هذه العبارة "اختلاف الرأي لا يُفْسدُ للود قضيَّهْ" على ألسنة الناس دون أن يعرف جمهرة من مستعمليها أنها بيت شعر لأمير الشعراء جعله على لسان قيس بن ذريح.

تاريخ النشر 22-08-2023