for (the good of) his own soul
فلنفسه

تدور كثير من النصوص الإسلامية حول مفهوم "النفس" وتزكيتها، وأن ما يفعله الإنسان من عمل صالح أو فاسد هو لنفسه أو عليها فقط، والله سبحانه وتعالى لا يكسب شيئًا من الحمد ولا يضيره شيء من المعصية.

ولكن لهذا المفهوم بعدٌ فلسفي يتجاوز فكرة الثواب والعقاب ليتناول معالم دورُ الإنسان في تشكيل مصيره

يقول سبحانه وتعالى:

{بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ}

أي: "أنت حيث تجعل نفسك، لا الظروف ولا الأقدار ولا المجتمع يغنيك عن اتخاذ قراراتك الفردية، وجميع الحجج في العالم لا تبرّر تخليك عن حرية الإرادة"

هذا المفهوم الوجودي متجذر في حكمة العرب حتى قبل الإسلام:

يقول لبيد:
"ما عاتب الحرُّ الكريمُ كنفسِه"

ويقول الحصين بن الحمام:
"لَعَمرك ما لام امرئ مثل نفسِهِ... كفى لامرئ إن زلَّ بالنفسِ لائما"

ويقول حاتم الطائي:
"فنفسك أكرمها، فإنك إن تهُن... عليك فلن تُلفي لها الدَّهرَ مكرما"

وكل هؤلاء جاهليون أو مخضرمون، ثم يقول المقنع الكندي، وهو بيت القصيد:
"وَما المَرءُ إِلّا حَيثُ يَجعَلُ نَفسَهُ... فَفي صالِح الأَعمالِ نَفسكَ فَاِجعَلِ"

تلك هي الحكمة التي أتى بها القرآن، أنك مشروع نفسك، وأن حسابك لا يكون إلا على نجاحك في ذلك، وأنك إما ساعٍ في تزكية النفس أو مغبون في عمرك إن لم تفعل و {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ}

تاريخ النشر 25-05-2023