تذكرنا هذه الآية الكريمة بما ورد عن مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام حيث قال «إن قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار وإن قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد وإن قوما عبدوا الله شكرًا فتلك عبادة الأحرار». وقال في مناجاته لله: "إلهي ما عبدتك خوفًا من عقابك ولا رغبةً في ثوابك ولكن وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك".
بمعنى آخر "ما عبدتك يا إلهي طمعًا في جنانك بل طمعًا في رضاك" لأن جنات النعيم تمثل الثواب أو الجزاء المادي، ولكن هناك ثواباً روحياً يفوق ذلك، ولا يفهمه إلا المؤمنون الذين يعيشون الآفاق الروحية للإيمان، فينعمون برضا الله أكثر مما ينعمون بجنته وذلك هو الفوز الأكبر وذلك هو الفوز العظيم.
{وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}



