إن الوصولَ إلى الله طريقٌ لا يُدرك إلا بالتسليم! كلما انطلقتَ نحو الله غير المحدود ازددتَ عطشًا إليه.

من قراءتنا لقصة إبراهيم وولده إسماعيل، وامتحان الله بأن يضحي بحبيب قلبه وعزيزه! ندرك هذا المعنى.

والشاهدُ أعزائي هي عبرة عقائديةٌ لنا جميعًا: إذا أردتَ أن تصعد درجات المعرفة الإلهية، انظرْ إلى أعزِ ما تملك، وأثمن شيء في قلبك يُشغلك عن الله ثم اذبحه! انحره! من ثمّ ترتقي! إبراهيمُ بنفسه بعد هذا الاختبار عظُمَت منزلته عند الله وأصبح إمامًا لكل الأمة، بل هو بنفسه أصبح أمة! " إن إبراهيم كان أمة" فالقلب هو حرم الله، فلا تسكنْ قدس هذا الحرم غيره سبحانه وتعالى.

كلُ أحدٍ منا إسماعيلهُ شيءٌ مختلف، فهذا من إسماعيله المال، وذاك المنصب، وذلك النساء.

وكأن الله يربينا على أن طريقَ أهل الحق هو طريقٌ وعرٌ وشائك، ومن أجل الدفاع عن هذا الحق على أهله أن يكونوا مستعدين لبذل أغلى ما يملكون، دفاعًا عن دينهم وقضيتهم وأمتهم! حتى ولو كان الدم!