استطاع صديق أن يجلب تفاحة واحدة بعد شهور من الانقطاع لولده الذي اشتهاها، وقد صادف حضوري في مجلسهم ساعتها. أخذ الطفل ذو الـ ١٢ عام يتأمل فيها ثم أغمض عينيه وأكل، ثم قال بعدها: "سبحان الله! كيف جعل الله هذا الطَعم بالذات في التفاحة وجعل طعمًا مختلفًا في فاكهة أخرى؟"
رنّت الجملة في أذني واندهشتُ خروجها من طفل، لكنها الحرب تعلّم الصغير قبل الكبير، فالأجمل من السؤال حول غاية الشيء هو كيفية وجوده بهذه الطريقة والهيئة، وقد كنتُ دومًا أسبّح الله سبحانه وتعالى حين وقوفي أمام البحر على طريقة خلقه بهذه الكيفية العجيبة، من لونه الذي يأخذه من السماء، من صوته وامتداده الواسع، من كيفية المدّ والجزر.
الحربُ تعلّمك السباحة في التفاصيل وتكوين معنى لحياتك من أبسط الأمور، ولا ترى شيئًا إلا وترى الله سبحانه وتعالى قبله ومعه وفيه.