أعجب من حال بعض " المثقفين" يريد تحرير فلسطين ويؤيد بحفاوة أي عمل مقاوم في البداية ثم مع رؤية التضحيات والدماء يرتد إلى التشكيك والعويل.
أرى أن هذه الظواهر تعكس عبثية جديدة نشأت في الغرب، والتي بدأت تتسرب إلى مجتمعاتنا، وقد أطلق عليها سلافوي اسم "بوذية الغرب". هذه الظاهرة تتماشى مع طبيعة الإنسان المعاصر، الذي يدمن الهروب ويحب النفعية ويفتقر إلى المسؤولية.
إنه يسعى إلى التمتع بحلاوة الحياة دون أي ثمن، يرغب في علاقات غير ملتزمة دون روابط رسمية، ويطمح إلى بناء جسده من خلال المكملات الغذائية دون بذل أي جهد. كما أنه يستمتع بتجربة التسوق عبر هاتفه الذكي مع خدمة توصيل المنتجات إلى عتبة بيته، بينما يسترخي أمام التلفاز. وفي النهاية، يتمنى تحرير أرضه من الاحتلال دون تقديم أي تضحيات أو مواجهة الألم والمعاناة.
وعلى مستوى تدين البعض في مجتمعاتنا أصبح كذلك، يريد القرب من الله بدون انصهار بالشريعة، يريد التصوف دون تزكية نفسه وكفها عن الحرام، يريد تأويل النصوص الدينية بما ينسجم مع غرائزه وهواه تحت مسمى القرب من الله. هذا هو الانسان الحديث، لقد استحدثَ مجانية الحصول من دون دفع أثمان.
هذا هو الإنسان الحديث، لقد أوجد ثقافة الحصول السهل دون الحاجة لتحمل أي تكاليف.