تكمن مشكلة المستكبرين معنا في أننا أباةٌ للضيم، لأنّ أخطر ما أورثه الاستعمار بعد "رحيل" قواته عن بلادنا، إنما يتجلى في شعورِ كثيرٍ من الناس بالدُّونية والهزيمة الداخلية والخواء الروحي والمعنوي، حتى نهض الإسلام المحمدي وتحدى مشروع الاستكبار وأثبت قدرة المُستضعفين على المواجهة وصنع للفرد قوة إيمانية كبيرة، وكانت الفترة الأبرز في صناعة الأمل هي فترة السيد حسن.
كنتُ بعد كل خطاب له وما يصنع من أثر بالغ عليّ أبكي وأتألم من أن سماحته أفنى عمره من أجلنا، لقد آثَر كل شيء لله ولعباده، في الأوقات العادية، يشعر الإنسان بالامتنان لمن يمده بكأس ماء في حر الصيف، فكيف يكون شعوره تجاه من وهبه نفسه ليصبح ما هو عليه اليوم؟
سيظل اسمك خالدًا، يا من أضأت دروب النصر في قائمة الأبطال الذين ضحوا بأنفسهم وأعزائهم من أجل نصرة غزة ودفاعًا عن فلسطين.
السلام عليك يا سيد المقاومة، يا من تحمل أمانة الدماء، ويا صاحب الوعد الصادق. أنت فاتح زمن الانتصارات، ومحرر الجنوب والأسرى، وسليل بيت النبوة. إن مصابنا فيك جلل، وفاجعتنا بفقدك لا تُحتمل، ولكن لا يمكن لعظماء قديسين من أمثالك أن تُختتم قصصهم إلا بشهادة تليق بمقامهم، فإن لم تكن الشهادة من نصيبك يا سيدنا فلمن هي إذًا؟
إن " الشهادة هي المعادل الموضوعي للحياة" ولا نتصورها إلا لك يا سيدنا، وهي حياة " لعبد صالح" دفعها نتيجة موقفه الشريف بالوقوف مع فلسطين دون تردد وعدم التخلي عن غزة مهما كانت الظروف والتحديات.
" هذه الأمّة ولّادة وهذا الثغر مستخلف ولولا مُضي صاحب بأسٍ قد سبق ما عرفنا بأس الذي لحق"