feeble indeed is the cunning of Satan
إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا

من التصريحات الخالدة للإمام الخميني بعد الثورة مباشرة أنه قال "إن أمريكا هي الشيطان الأكبر". وكلما مرّت الأيام، اتضح صدق بصيرته وانكشف النقاب عن أن العدو الأخطر لأمتنا الذي يسخّر أدواته ضد مصالحنا هو الولايات المتحدة، وقد كان السيد الأمين دائمًا يؤكد أن كل الجرائم التي تمّت في منطقتنا فهي بإرادة وتخطيط وتمويل أمريكي، والكيان ما هو إلا أداة من أجل ضمان المصالح الأمريكية والمشروع الأمريكي الشيطاني المتمثل في نهب ثروات الشعوب ومنع أي فِكر أو حراك يؤدي إلى إيقاف هذا النهب.

إزاء فارق القوى المادية، قد يُخيّل للشعوب والحكومات والدول أن الانتصار مستحيل على هذا المخطط الشيطاني، وأنه ليس أمامهم إلا المهادنة أو الاستسلام الكامل، فليس من الحكمة أن نهلك أنفسنا في معركة خاسرة من البداية.

لكن من يؤمن بالسنن الإلهيّة يعلم أن صمود فكرة أو مشروع معيّن لا يعتمد على حسابات القوة والموارد، فقد هلكت امبراطوريات أقوى وأصبحت أثرًا بعد عين. المعيار الذي يُحدده القرآن للاستمرار والبقاء هو مدى الاقتراب من الحق:

"كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ" ‎﴿الرعد: ١٧﴾‏

وبالتالي فإن الباطل (الذي تتزعمه الولايات المتحدة في عصرنا الحالي) دائمًا يسير عكس اتجاه السنة الإلهية ومحكوم عليه بالفناء مهما بدا شامخًا، ومسؤولية أصحاب الحق ألا يغتروا بالمظاهر، وأن يعملوا بموجب الآية التي اقتبسها الأمين العام في خطابه الأخير: "الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا" ﴿النساء: ٧٦﴾‏

المبدأ القُرآني في القتال ليس أن تفكر "بماذا أقاتل؟" أو "هل أستطيع أن أقاتل؟"وإنّما أن تفكر "من أجل ماذا أُقاتل؟"، وإن كانت الإجابة "في سبيل الله"، فقد ضمنت النصر... "وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ‎﴿الروم: ٦﴾

تاريخ النشر 18-02-2025
اقتباسات أخرى ذات صلة