الإعلام العربي: كي الوعي وتمييع الذات (الجزيرة نموذجًا)

في هذه السلسلة، سنتناول دور الجزيرة كنموذج لقناة إعلامية تخدم سرديات مضادة لمحــ.ور المـقــ.اوmــة ومؤيدة للهيمنة الصهـ.ـيو-أمريكية، وكيف تؤدي دورًا بالغ الخطورة نظرًا لكونها المنصة الإعلامية الأكثر مُتابَعة في العالم العربي.

تصدينا لهذه المهمة انطلاقًا من مسؤوليتنا في تبيين الحقائق خاصة أن أغلب المتابعين يشعرون أن الجزيرة تؤدي دورًا مهمًا في نقل الأحداث دون أن يلاحظوا انحرافاتها المتكررة.

تناول انحرافات الجزيرة كمؤسسة إعلامية لا يعني أنه لا يوجد في القناة مراسلين ومحللين وإعلاميين شرفاء.

هدفنا ليس "فضح" مؤسسة بعينها أو حتى أفراد ينتسبون لهذه المؤسسة بل بناء الوعي وقدرة المشاهد على القراءة بين السطور وعدم الانخداع بالشعارات الرنانة لأن الإعلام ليس وسيلة لنقل الخبر فقط بل هو رسالة محملة بالقيم والأفكار.

الإعلام نصف المعركة

يقول تعالى:

(واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك)

للشيطان في معركته مع الحق ميدانان:
ميدان الصوت - الإعلام والوعي والفِكْر
ميدان الخيل - الجيوش والسلاح والعتاد

في الحروب لا تكفي الطائرات ولا الدبابــ.ات ولا الصواريـــ.خ وحدها لضمان هزيمة العدوّ. ما يضمن الهزيمة هو الهيمنة على الفِكْر أن تغرس روايات وسرديات تسمّم الوعي وتضعف الإرادة وتثبط الهمم وهذا أخطر بكثير من أي تهديد

وبالتالي فكما يكون الإعداد عسكريًا وقتاليًا ينبغي أن يرافق ذلك إعداد معرفي وتنويري وإعلامي لكشف السرديات الباطلة ومداخل أبواق الشيطان

فمنذ انطلاق طوفـــ.ان الأقصى ونحن نواجه حربًا تضليلية كُبرى من منصّات اختارت التماهي مع العدو، إما بشكل مُعلن أو خفيّ

هذه الحرب تُمارس من خلال المعايير المزدوجة والتشويه والطائفية والهجوم المتخفي وراء النبرة الموضوعية المنصفة

هذا الخطاب الإعلامي المثبط والمرجف إذ يعرض ضغثًا من باطل، وقطميرًا من حق، فإنه يريد إلقاء المشاهد في حالة من التيه والحيرة والشك، والتعمية على الرؤية والبصيرة، لكي ينتقل من خانة الفاعل المشارك إلى خانة المتفرج المستسلم. أو لإعادة تشكيل الذات بما يخدم العدوّ.

أغلب القنوات العربية المؤيدة للهيمنة الأمريكية والاحتلال الإسرائيـــ.لي تمارس ذلك بوجه مكشوف ويجاهرون بعداء المـقــ.اوmــة مما يجعل تأثيرها على الرأي العام العربي محدودًا للغاية كما يتضح في دعوات المقاطعة

اختراق الوعي لا يمكن أن يحدث من خلال عدو صريح، وإنما لا بد من كسب ثقة الجمهور أولاً، وتناول قضايا تهم المجتمع العربي، وذلك لكسب ثقة الجمهور حتى يفقد دفاعاته ويصبح قابلًا لإعادة التشكيل. لا بد إذًا أن يؤدى هذا الدور من خلال منصة ينطبق عليها الوصف القرآني: "قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما" وهكذا تعمل الجزيرة...

في الأجزاء القادمة سنتناول ثلاثة محاور:

المحور الأول: استهداف الحزب ومحور المقـ.اومـ.ـة وتفكيك الساحات
المحور الثاني: تبني السردية الصهيو-أمريكية
المحور الثالث: تمييع القضية الفلسطينية

في كل محور سنعرض شواهد وأدلة بهذا الأسلوب:
- السردية المضللة
- مثال
- الشرح

تاريخ النشر 31-10-2024