اليوم (21 رمضان) تحلّ ذكرى استشهاد أمير المؤمنين، علي بن أبي طالب، نفس رسول الله (ص) وأخوه في الدنيا والآخرة، باب مدينة العلم، ومولى وحبيب كل مؤمن، ومنتهى كل فضيلة، عليه سلام الله ما بقي الليل والنهار.
عشقُ الإِمام له أسباب لا تحصى، من شجاعته إلى فصاحته إلى عبادته إلى زهده إلى ما شئت أن تمتدح من مكارم الأخلاق. نختار هذا العام أن نُذكِّر بأنّه كمعلّم وكمربّي وكحامل للرسالة المحمدية، هو الأساس الذي يقوم عليه أحد عمودي هذا الدين. فقد أوصى رسول الله صلوات الله عليه فقال: " إني تارِكٌ فيكم ما إن تمسَّكتُم به لن تَضِلُّوا: كتابُ اللهِ، عزَّ وجلَّ، وعِترَتي، وإنَّهما لن يَفتَرِقا حتى يَرِدا الحوضَ". والإمام عليه السلام هو أول حلقة في الثقل الثاني، وهو أول مصداق لملازمة الثقلين بعضهما لبعض.
في هذا المنشور، نرى مدى الانسجام بين آيات القرآن الكريم من ناحية، وبين رسالة الإمام علي إلى ولده الحسن عليهما السلام. هذه الرسالة كتبها الإمام إثر انتهاء معركة صفّين لكي يوصي ابنه قبل أن يعاجله الأجل، وهي بلا شك من أجمل الوصايا في التاريخ الإسلامي كله، وننصح لمن أراد أن يستضيء بنوره عليه السلام أن يقرأها كاملة ويفكّر طويلًا في معانيها.
عندما تقرأ تلك الرِّسالة، تشعُر أن كلِّ معنى وكلّ عبارة فيها تنادي شبيهتها في كتاب الله، وكل أوامرها ونواهيها نرى تقوى الله قبلها وبعدها ومعها وفيها، وصدق رسول الله صلوات الله عليه وآله الذي قال: "علِيٌّ مع القرآنِ، والقرآنُ مع علِيٍّ".