How did you find the outcome of saying “there is no God but God?”
كيف وجدتم قول لا إله إلا الله؟

هذه العبارة مقطع من دعاء زيارة القبور المرويّ عن أمير المؤمنين عليه السلام، والذي مطلعه: "بسم الله الرحمن الرحيم السلام على أهل لا إله إلا الله من أهل لا إله إلا الله، يا أهل لا إله إلا الله، بحق لا إله إلا الله كيف وجدتم قول لا إله إلا الله"

وهذا الدعاء فيه صدىً من قول رسول الله صلى الله عليه وآله لقتلى المشركين يوم بدر: "يا أَبَا جَهْلِ بنَ هِشَامٍ يا أُمَيَّةَ بنَ خَلَفٍ يا عُتْبَةَ بنَ رَبِيعَةَ يا شيبَةَ بنَ رَبِيعَةَ أَليسَ قدْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ فإنِّي قدْ وَجَدْتُ ما وَعَدَنِي رَبِّي حَقًّا"

وكلاهما بالطبع ينهلان من معين القرآن الكريم، وتحديدًا آية الأعراف:
"وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ۖ قَالُوا نَعَمْ"

والسؤال في الآية أو في الحديث أو في الدعاء، "هل وجدتم" أو "كيف وجدتم"، هو سؤال في حقيقته عن العاقبة غير المتوقعة، حتى لمن أُعطي اليقين الكامل. فلا المؤمن مهما بلغت مرتبته يستطيع تخيل ما أعد الله له من قرّة أعيُن، ولا الكافر يستطيع تخيّل سوء منقلبه وخلوده في النِّيران. ومن أجل ذلك يُسمَّى يوم القيامة بيوم الحسرة، لأن كل إنسان فيه "إن كان محسنا ندم أن لا يكون ازداد، وإن كان مسيئا ندم أن لا يكون نزع " كما يقول رسول الله صلى الله عليه وآله.

عندما يُشاهد الإنسان اللافتات التي تحمل دعاء الزيارة معلّقة قرب مدافن الشهد//ء، يكتسب السؤال أبعادًا أخرى، فأصحاب هذه المدافن لم تكن "لا إله الله إلا الله" بالنسبة لهم مجرد قول، بل سيرة ومسيرة وخاتمة، كانوا توحيدًا خالصًا يسير على قدمين، فكيف يا تُرى وجدوا حلاوة تجسيدهم لمعاني الإخلاص والتنزيه؟ كيف تلقاهم الله إذ بعثهم بدمائهم التي سفكت في سبيله؟

خلف هذا المدافن وشواهد القبور، خلف الورود والهدايا التي تركها الأحبة، خلف الدموع التي ذرفها الذارفون، هناك أرواحٌ تقول "يا ليت قومي يعلمون، بما غفر لي ربّي وجعلني من المكرمين".

تاريخ النشر 02-05-2025
اقتباسات أخرى ذات صلة