.
عندما نقرأ أدعية رسول الله ﷺ وآل بيته الأطهار عليهم السلام، نجد أن الاستغفار متكرر بصياغات مختلفة، وفيها من التضرع وطلب التوبة ما يجعلك تتسائل ما هي ذنوب أتقى وأنقى وأطهر الناس. فالاستغفار لا يكون إلا من ذنب أليس كذلك؟
يروى أن رسول الله ﷺ كان يستغفر الله عز وجل ويتوب إليه في كل يوم سبعين مرة
ومما جاء في دعاء الإمام علي (ع) عن كميل بن زياد: "اللهم اغفر لي الذنوب التي تهتك العصم، اللهم اغفر لي الذنوب التي تُنزل النقم، اللهم اغفر لي الذنوب التي تُغيّر النعم، اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء"
وفي مناجاة التائبين، يقول الإمام زين العابدين (ع):
"فَإن طَرَدتَني مِن بابِكَ فَبِمَن ألوذُ وَإن رَدَدتَني عَن جَنابِكَ فَبِمَن أعوذُ، فَوا أسَفاهُ مِن خَجلَتي وَافتِضاحي وَوالَهفاهُ مِن سوءِ عَمَلي وَاجتِراحي، أسألُكَ يا غافِرَ الذَّنبِ الكَبيرِ وَيا جابِرَ العَظمِ الكَسيرِ أن تَهَب لي موبِقاتِ الجَرائِرِ وَتَستُرَ عَلَيَّ فاضِحاتِ السَّرائِرِ"
فما هو المبرر لكل هذا الاستغفار؟
تذكر المصادر ٣ وجوه مختلفة:
١- أن هذا النوع من الاستغفار يسمى بالاستغفار التربوي حيث اهتم الرسول وآل بيته عليهم أفضل الصلاة والسلام بالدعاء كوسيلة لتعليم الناس العلوم والمعارف وآداب مخاطبة الخالق ومحاسبة النفس.
٢- أن هذا الذنب يسمى بالذنب العرفاني فالمؤمن المقرب من الله سبحانه أبدًا متوجه إليه فمتى انشغل عن مولاه ولو لحظة بالأكل والشرب وغير ذلك من المباحات، اعتبره ذنبًا وتقصيرًا فاكثر من الاستغفار.
٣- أن النبي ﷺ وآل بيته الأطهار يدعون بلسان أنفُس المؤمنين بمقتضى عطفهم وحنانهم ورأفتهم عليهم. قال تعالى: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ "من أنفسكم" أي إنه يعيش أحاسيسكم ومشاعركم حريص في ما تستقبلون من قضية المصير في الدنيا والآخرة، فلا يريد لكم الضلال والهلاك.