And no man, no matter how belittled or scorned he is, is below helping or being helped in upholding what’s right.
وَلاَ امْرُؤٌ وَإِنْ صَغَّرَتْهُ النُّفُوسُ وَاقْتَحَمَتْهُ الْعُيُونُ بِدُونِ أَنْ يُعِينَ عَلى ذلِكَ أَوْ يُعَانَ عَلَيْهِ

لَيْسَ امْرُؤٌ، وَإنْ عَظُمَتْ فِي الْحَقِّ مَنْزِلَتُهُ، وَتَقَدَّمَتْ فِي الدِّينِ فَضِيلَتُهُ بِفَوْقِ أَنْ يُعَانَ عَلَى مَا حَمَّلَهُ اللهُ مِنْ حَقِّهِ. وَلاَ امْرُؤٌ وَإِنْ صَغَّرَتْهُ النُّفُوسُ وَاقْتَحَمَتْهُ الْعُيُونُ بِدُونِ أَنْ يُعِينَ عَلى ذلِكَ أَوْ يُعَانَ عَلَيْهِ.

هذا المقطع من إحدى خُطب الإمام عليه السلام في صفين، وفيه يصف المسؤولية التي تقع على عاتق الكل في وقت الفتن.

معنى الكلام أن كل إنسان، مهما كان عظيمًا، يحتاج أعوانًا كي يحمل الحق. وكل إنسان، مهما كان بسيطًا، يستطيع أن يكون مُعينًا للعظماء، بل ويستطيع هو نفسه أن يكون مؤثرًا وله أعوان في الحق.

في خضم هذه الأحداث الجسام التي نشهدها، الشعور الطاغي لدى الكثيرين هو العجز والتساؤل: "ماذا عساني أفعل؟ وإن فعلت كذا أو كذا فأي تأثير لذلك؟"

هذا الشعور يحتاج أن نتذكر أننا أمّة "اعملوا على مكانتكم"، أي كل إنسان يعمل على منهجه وطريقته. نحن أمة "لا تحقرن من المعروف شيئًا"، ومن الثوابت عندنا أن الله يضاعِف العمل الصالح ويباركه، حتى إن الكلمة الواحدة قد يرتفع بها العبد درجات عند الله، والفعل الخيّر قد يغفر الله به ما تقدّم من الذنب وما تأخّر. وفي السيرة أن النبيّ صلى الله عليه وإله في معاركه كان يلقي قبضة من تُراب في وجه الجيش المعادي فينهزمون جميعًا (روي هذا الخبر عن بدر وحُنين ومواقف أخرى) ليعلّمنا الله بذلك أن العمل القليل يأتي بالأثر الكبير.

خطبة الإمام بالمنشور هي توجيه للإنسان الذي يستصغر نفسه وربما يستصغره الآخرون لمحدودية إمكانياته وموارده وتأثيره، أنه يمكنه أن يحدث تغييرًا حقيقيًا لو عمل بوصية رسول الله صلى الله عليه وآله أن "استعِن بالله ولا تعجز"، فالله هو الفاعل الحقيقي على كل حال، ونحن مجرّد أسبابٍ لنفاذ مشيئته.

تاريخ النشر 17-06-2025
اقتباسات أخرى ذات صلة