من المعروف أنّنا، في ليلة السابع من محرَّم، نستذكر مواقف أبي الفضل العبّاس عليه السَّلام.
ولا بدّ هذا العام من الإشارة إلى أحد مواقفه البارزة في كربلاء، حين جاء شمر حتى وقف على أصحاب الحسين عليه السَّلام، وصاح بأعلى صوته:
«أين بنو أُختنا؟ أين العبّاس وإخوته؟»
فأعرضوا عنه، فقال الحسين عليه السَّلام:
«أجيبوه ولو كان فاسقًا»
قالوا: ما شأنك وما تريد؟
قال: «يا بني أُختي أنتم آمنون، لا تقتلوا أنفسكم مع الحسين، والزموا طاعة أمير المؤمنين يزيد»
فقال العبّاس عليه السلام:
«لعنك الله ولعن أمانك، أتؤمننا وابن رسول الله لا أمان له، وتأمرنا أن ندخل في طاعة اللعناء وأولاد اللعناء؟»
وهنا أيضًا، نستذكر موقف سماحة السيّد الأقدس رضوان الله عليه، الذي يشبه موقف عمّه العبّاس عليه السَّلام.
فحين عُرض عليه الأمان مقابل أن يتخلّى عن فلىىىطين، نادى بأعلى صوته:
"أتعطوننا الأمان وشعب فلىىىطين لا أمان له، وأطفال فلىىىطين لا أمان لهم، مجاهـ-دو فلىىىطين لا أمان لهم، القد-س لا أمان لها، المسجد الأقـ-صى لا أمان له؟
أتعطوننا الأمان وهؤلاء المظلومون المضطهدون لا أمان لهم؟ اسمع أيُّها المستكبر، لعنك الله ولعن أمانك".
هذا هو السَّبب الجوهري في إحيائنا لأيّام عاشوراء،
أن نستذكر مواقف ثورة سيِّد الننُّنهداء عليه السّلام، ونستلهم منها دروس العزّة والكرامة، ونسعى بكلّ ما أوتينا من جهد لأن نقتدي بهذه المواقف، ونؤدّي تكليفنا في كلّ الميادين.
بقلم:
@zahraa313q_