كَأَنِّي بِأَوْصَالِي تَقَطَّعُهَا عُسْلَانُ الْفَلَوَاتِ

كربلاء هو الاسم الأشهر للموضع الذي استشـ..هد فيه الحسين وأهل بيته وأصحابه عليهم السلام. وقد ورد في معنى اسم "كربلاء" آراء مختلفة، منها ما يردها إلى اللغة العربية (فيقال مشتقة من كلمتي "كرب" و "بلاء")، ومنها ما يردها إلى الآشورية (فيقال أنها مركبة من "كرب" بمعنى حرم، و "ابلا" بمعنى الإله، فهي حرم الإله)، وغير ذلك.

لهذا المكان أيضًا أسماء أخرى ترجع إلى ما قبل الواقعة أو بعدها:

نينوى
الغاضرية
الطف
النواويس
شاطئ الفرات
مشهد الحسين
العقر
الحير
الحائر
عموراء
صفورا
مارية

وهذه الأسماء قد تُشير إلى الموضع نفسه، أو قد تكون صفات له، أو قد تكون أسماء قرى ومواضع قريبة منه لكن يُشار إلى كربلاء بها مجازًا.

والظاهر من الروايات أن هذا هو الاسم الذي به أُنبئ النبيّ وآل البيت صلوات الله عليهم. ففي الحديث الشريف أن "النَّبيَّ ﷺ أتاه جِبريلُ بتُرابٍ مِنَ التُّربةِ التي يُقتَلُ بها الحُسَينُ. وقيلَ: اسمُها كَرْبَلاءُ. فقال النَّبيُّ ﷺ: كَربٌ، وبَلاءٌ"

ويروى عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه مر بكربلاء عند منصرفه من صفين فسأل "ما يسمى هذا الموضع"، فقيل له كربلاء، فقال: "يقتل هاهنا قوم أفضل شهداء على وجه الأرض".

ويروى عن الحسين روايات عدة، منها أنه عندما عزم الخروج إلى العراق، قال في خطبته: "كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء، فيملأن مني أكراشا جوفا وأجربة سغبا"، وعندما وصل إلى المكان وأخبروه باسمه، قال لمن معه: "قفوا ولا تبرحوا، هاهنا والله مناخ ركابنا، وهاهنا والله محط رحالنا، وهاهنا والله تسفك دمائنا، وهاهنا والله يستباح حريمنا، وهاهنا والله محل قبورنا، هاهنا والله محشرنا ومنشرنا".

تاريخ النشر 06-07-2025
اقتباسات أخرى ذات صلة