If after this (tragedy), a Muslim had died from sorrow, I would not blame him,  but rather consider this a befitting death.
فَلَوْ أَنَّ امْرَأً مُسْلِمًا مَاتَ مِنْ بَعْدِ هَذَا أَسَفًا مَا كَانَ بِهِ مَلُومًا بَلْ كَانَ بِهِ عِنْدِي جَدِيرًا.

هذه العبارة من إحدى أواخر خطب الإمام علي (ع) في الكوفة، ألقاها عندما أغارت خيل الأعداء على الأنبار، ووردت الأنباء أن المقاتلين في هذا الجيش كانوا يدخلون على المرأة المسلمة والمعاهدة فينتزعون منها حليها وقلائدها.

هذا الاعتداء الذي هو مجرّد سلب، لا يرقى للفظائع التي يتعرّض لها الرجال والنساء والأطفال اليوم، يقول عنه الإمام أنّه جدير بأن يقتل المسلم أسفًا، إذ كيف يمر هذا الاعتداء مرور الكرام ولم يتصدى له أحد؟ كيف ارتكبت هذه الجريمة وانصرف المجرمون وافرين، بتعبير الإمام، "ما نال رجُلًا منهم كَلْم (أي جرح)، ولا أُريق لهُم دم"؟

ومن يقرأ الخطبة بطولها، سيجد أن الحال هو الحال، فما عوتِب عليه أهل الكوفة ومن ورائهم الأمة كلها من قرون، ولم يستمعوا فألبسهم الله ثوب الذل عصورًا طويلة بعد ذلك، مشابه لما تُعاتَب عليه أمة المليارين اليوم، فمنها أنهم:

- استغنوا عن فريضة الجهـ//د
- تواكلوا وتخاذلوا حتى شنّت عليهم الغارات واحتُلت الأوطان
- لم يردّوا العدوان حتى استبيحت الممتلكات والأنفس
- افترقوا عن الباطل بينما العدو مجتمع على الحق
- يُغار عليهم ولا يغيرون، فأصبح العدو يتسلى بغزوهم
- يختلقون الأعذار الواهية لكيلا يقاتلوا
- يفسدون رأي من يريد القتال بالتثبيط عنه والطعن فيه

فلو كان ما يحكيه الإمام جدير بأن يموت المسلم كمدًا، لمجرد أن وردت الأنباء بذلك، ليس حتى أن يراه بعينيه، ولو كان جديرًا أن يبغض الإمام العيش وسط أناس يقبلون بهذه الشنائع ولا يقومون لصدها، بل ويدعو الله أن يقبضه ويريحه من حياة وسط هؤلاء المتخاذلين عن مرأة، مسلمة أو معاهدة، فكيف إذًا ينبغي أن يكون حال المسلم لو رأى ما نراه على الشاشات كل لحظة منذ عامين وأكثر؟

لكن الأمة كنخب وجماهير في مَوَات تام إلا من رحم الله.

وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ ۖ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ"

تاريخ النشر 29-07-2025