فعلًا الفساد أسرع وأشد التحامًا بالمرء من الصلاح.
قال تعالى:
"الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا"
يعني ذلك أن الهدف من هذه الحياة هو ابتلاء البشر وامتحانهم.
أين يكمن الابتلاء إذا كان الحق واضحًا والباطل واضحًا واتباع الخير سهلًا؟ لن يحتاج المرء إلى أن يجاهد نفسه للتوصل إلى الحق أوالوقوف معه.
تنتفي الحاجة إلى الابتلاء حينئذ.
ومثلما يقول تميم البرغوثي في بردته:
"لكن ربي أراد الحرب مجهدة
والنفس تطهُرُ إن عوّدتها الجهُدا"
وهذا البيت صدىً لما يقوله أبو تمام:
"بصرت بالراحة الكبرى فلم ترها
تُنال إلا على جسرٍ من التعبِ"