الله سبحانه ينهى عن سب المشركين وآلهتهم لئلا يكون ذلك ذريعة إلى سب المشركين للإله الحق. {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ}، والنهج القرآني دائمًا هو {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} {وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}
وبذلك يأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فيقرر أن الإيمان والفحش لا يجتمعان: "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء".
والإمام علي عليه السلام ترفع عن مقابلة أهل الشام أيام حربهم بصفين بالسباب يوم جعلوا يرشقونه به، بل انه منع أصحابه أن ينالوهم بالشتيمة حتى قال لهم:
«إني أكره لكم أن تكونوا سبابين، ولكنكم لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم كان أصوب في القول وأبلغ في العذر، وقلتم مكان سبكم إياهم: اللهم احقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم، واهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق من جهله ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به"
وفيما كان يعظ قومًا فيهم كثير من الخوارج الذين يكفرونه، بهرت عظته بعض هؤلاء الخوارج فصاح أحدهم منبهرًا من بلاغة الإمام: «قاتله الله، كافرًا ما أفقهه» فهم أتباع الإمام عليه السلام لقتله فصاح بهم يقول: «إنما هو سب بسب أو عفو عن ذنب». وحري بالعاقل أن يختار الأرفع منهما.
إذن فالاختلاف لا يسمح لك بأن تسيء الأدب. لا إشكال في طرح الأسئلة وتناول شخصيات تاريخية وسيرتهم من منطلق نقدي. المشكلة تكمن عندما يخرج الحوار من إطار التوصيف العلمي ويتجه نحو الإساءة.
«لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم كان أصوب»