"كل إناءٍ بالذي فيه ينضَحُ"
كثيرًا ما نسمع هذا القول المأثور، ولكن لم يخبرونا عن قصته ومناسبته.
هذا القول المأثور الذي ذهب مثلًا، هو عجز لبيت أنشدها الشاعر والفقيه الشافعي ابن الصيفي (الشهير بحيص بيص)، والبيت من قصيدة تبين التفاوت بين آل البيت عليهم السلام وبني أمية، ولهذه الأبيات قصة عجيبة وغريبة ومثيرة حكاها نصر الله بن مجلي:
"رأيت في المنام علي بن أبي طالب، فقلت له: يا أمير المؤمنين تفتحون مكة فتقولون- "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن"، ثم يتم على ولدك الحسين في يوم الطفّ ما تم؟
فقال: أما سمعت أبيات ابن الصيفي في هذا؟ فقلت: لا. فقال: اسمعها منه!
ثم استيقظت فبادرت إلى دار "حيص بيص"، فخرج إليّ، فذكرت له الرؤيا، فشهق وأجهش بالبكاء، وحلف بالله بأنه نظمها في ليلته هذه".
الأبيات كاملة:
ملكنا فكان العفو منا سجيّةً
فلما ملكتم سال بالدمِ أبطُحُ
وحلّلتمُ قتل الأسارى وطالما
غَدوْنا عن الأسْرى نَعفُّ ونصفَح
فحسْبُكُمُ هذا التَّفاوتُ بيْنَنا
وكلُّ إِناءٍ بالذي فيهِ يَنْضَحُ
(المصدر: ابن خلكان - وفيات الأعيان)
✍🏼 د.عمر بكري @physicianphilosopher
طبيب وباحث في علم الأعصاب،
مهتم بالفلسفة والتاريخ والأدب العربي.
•••
أصدقاء ضاد: سلسلة من المنشورات نخصصها لعرض مساهمات أصدقاء صفحة ضاد الأعزاء. هدفنا طرح مواضيع متنوعة من وجهات نظر مختلفة وتسليط الضوء على شعراء وكتاب وباحثين ومهتمين بالشؤون الثقافية والفكرية من جميع أنحاء الوطن العربي. يمكنكم الاطلاع على المشاركات السابقة في أبرز القصص.