١- الله تعالى ليس مجرد حقيقة علمية مستكنّة في ذهن الإنسان، هو حقيقة وجدانية ينبغي أن تكون حاضرة في نفس الإنسان وفي عقله ومشاعره وأحاسيسه وعلى لسانه. ولذلك الله سبحانه يأمر عباده بأن يذكروه كثيرا:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا}

٢- الإنسان عليه أن يذكر الله ذكرًا كثيرا ليس بلسانه فقط وإنما أن يستحضر هذه الحقيقة الوجدانية التي يراها شاخصة أمامه في كل لحظة من لحظات حياته وفي كل ما يراه في هذا الكون والوجود وفي كل شيء له آية تدل على عظمته وفي كل حال من أحواله في السراء والضراء والشدة والرخاء: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}
.
٣- فالإنسان حينما يذكر ربه فإن الله يذكره. يقول تعالى {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} وهل هناك غاية ومطمح يطمح إليه الإنسان أكثر من أن يذكره الله سبحانه وتعالى؟ وذكر الله للإنسان يعني استمرار رحمته له وفضله عليه.
.
لذلك النصوص تؤكد على استحباب ذكر الله في كل حال من الأحوال. حينما تريد أن تشرب ماء. تقول بسم الله. حينما تنتهي من شرب الماء. تقول الحمدلله. وكذلك بداية الطعام. نهاية الطعام. حينما تريد أن تنام. حين تستيقظ من النوم. حينما تخرج من منزلك. حينما ترى أي شيء. ذكر الله يجب ألا يغيب عن قلب الإنسان ووجدانه ونفسه. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا}

مقتطف من خطبة الشيخ حسن الصفار "عرفة معرفة الرب والاعتراف بالذنب"