ما هو جزاء "الضعفاء" الذين تستغلهم السلطات السياسية والدينية الفاسدة كأدوات في مشاريع وحروب ظالمة مظلمة تسفك فيها دماء الأبرياء؟ هل الجهل والضعف والغباء والخضوع والتبعية العمياء عذرًا في أي حال من الأحوال؟
لعل هذه الآية تعطينا الإجابة: {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِّنَ النَّارِ* قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُلٌّ فِيهَآ إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ}
التفسير:
{وَإِذْ يَتَحَآجُّونَ فِي النّارِ} أي عندما يجتمع المستكبرون والمستضعفون في النار، يقول الضُّعَفَاءُ أي: الأتباع {لِلَّذِينَ ٱسْتَكْـبَرُوۤاْ} أي: الزعماء والرؤساء {إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً} يعني: تابعين لكم نفعل كما تفعلون، منقادين لهواكم انقياد العبد لسيده ومسخرين لخدمتكم {فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِّنَ ٱلنَّارِ} يعني: هل أنتم مدافعون عنا أو دافعون عنا عذاب النار، أو هل تحملون عنا ذنوبنا؟ ثم يردّ المستكبرون: {قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُوۤاْ إِنَّا كُلٌّ فِيهَآ} أي إنا نحن وأنتم جميعا في جهنم التي لا تفرق بين المتبوعين والتابعين، ولا يملك أحداً منا أية عذر، في ما جنيناه من ذنوب وجرائم، سواء كان ذلك متمثلاً في ضلالنا أو إضلالنا لكم {إِنَّ ٱللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ ٱلْعِبَادِ} أي إن الله تعالى قد حكم بين العباد بحكمه العادل، وقدر لكل منا ومنكم عذابًا لا تغني فيه نفس عن نفس شيئا.
المصادر: تفسير الوسيط، من وحي القرآن، خواطر