dense crowd
لِبَدًا

.
(لَبَدَ) اللَّامُ وَالْبَاءُ وَالدَّالُ كَلِمَةٌ صَحِيحَةٌ تَدُلُّ عَلَى تَكَرُّسِ الشَّيْءِ بَعْضِهِ فَوْقَ بَعْضٍ (مقاييس اللغة) لِبدة الأسد: الشعر المجتمع على رقبته وكتفيه. واللبدة من كل شيء: ما اجتمع والتزق بعضه فوق بعض (معجم الدوحة)
•••
{وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ ٱللَّهِ} وهو محمد ﷺ {يَدْعُوه} أي يدعو الله تعالى ويعبده في الصلاة، {كَادُواْ يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً} أي كادوا من شدة التزاحم عليه، والتكتل حوله يكونون كاللبد، أي كالشيء الذى تلبد بعضه فوق بعض. ولفظ "لِبَدا" جمع لِبْدَة، وهي الجماعة المتزاحمة، ومنه لبدة الأسد للشعر المتراكم فى رقبته.
.
هناك من يرى أن الضمير في كادوا يعود إلى الجن: والجن إنما ازدحموا حول الرسول ﷺ وهو يصلي ويقرأ القرآن تعجبًا مما شاهدوه من صلاته، ومن حسن قراءته، ومن كمال اقتداء أصحابه، قيامًا، وركوعًا، وسجودًا.. ومنهم من يرى أن الضمير في " كادوا " يعود لكفار قريش، فيكون المعنى وأنه لما قام محمد ﷺ يدعو ربه كادوا من تزاحمهم عليه، يكونون كاللبد، لا لكي ينتفعوا بما يسمعون، ولكن لكي يطفئوا نور الله بأفواههم، والحال أن الله تعالى قد رد كيدهم فى نحورهم، وأبى إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون (تفسير الوسيط)
•••
{يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً} أي يقول هذا الإِنسان المغرور بقوته، والمفتون بماله، المتفاخر بما معه من حطام الدنيا يقول - على سبيل التباهي والتعالي على غيره - لقد أنفقت مالًا كثيرًا، في عداوة النبي ﷺ، وفي إيذاء أتباعه، وفي غير ذلك من الوجوه التي كان أهل الجاهلية يظنونها خيرًا، وما هي إلا شر محض. وعبر سبحانه عن إنفاق هذا الشقي لما له بقوله {يَقُولُ أَهْلَكْتُ... }. للإِشعار، بأن ما أنفقه من مال هو شيء هالك، لأنه لم ينفق في الخير، وإنما أنفق فى الشر. والمال اللُّبَد هو المال الكثير الذى تلبد والتصق بعضه ببعض لكثرته وهو جمع لُبْدة - بضم اللام وسكون الباء - كغرفة وغرف، وهي ما تلبد من صوف أو شعر، أي تجمع والتصق بعضه بعض. (تفسير الوسيط)

تاريخ النشر 13-04-2022
اقتباسات أخرى ذات صلة