هرم الصداقة

الصداقة سر من أسرار السعادة، وصفها أرسطو أنها حلول روح واحدة في جسدين مختلفين، وعرف الكندي الصديق أنه "إنسان هو أنت، إلا أنه غيرك"، وجعله العرب في عداد المستحيل لندرته، فقالوا إن المستحيلات ثلاثة: "الغول والعنقاء والخل الوفي“

‎تزخر المعاجم بالألفاظ التي تصف أنواع الصداقة ولكننا وجدنا هذه المفردات منثورة في الكتب بلا نظام يحكمها أو شرحٍ يبين دقائق الفروق بينها، فقد أخذنا على عاتقنا القيام بذلك وعرضه بشكل مميز، ومن هنا كانت فكرة هذا المخطط

اخترنا شكل الهرم لأن الأصدقاء كلما ازدادت مكانتهم، قل عددهم، بالإضافة إلى أن الهرم رمز للصمود أمام تقلبات الدهر، مثله في ذلك مثل الصداقة الحقيقية.
‏‎
عند القاعدة نبدأ بالعلاقات السطحية مع الأتراب الذين يجمعنا بهم التقارب في السن، والزملاء في مكان العمل. ثم يبدأ التعارف بالمجالسة، وتزداد الثقة بالسمر ثم المنادمة. فإذا توثقت أواصر المودة صارت العلاقة صحبة ثم رفقة فصداقة. ومن هذه المرتبة فأعلى، تصير الصداقة مكونًا جوهريًا تضاف إليها جوانب تثريها، فصفاء الود يجعل الصديق خليلا، والانسجام يجعله أليفًا، والملاطفة تجعله أنيسًا، وبالاعتماد عليه يصير وليًا، وبائتمانه على السر يصبح نجيًا. فإذا بلغ الصديق منتهى الإخلاص ودنا في المرتبة صار صفيًا دون سائر البشر، ولم يعد هناك مرتبة أعلى إلا أن تمتزج الروحان ويعثر الإنسان على قرينه. ولهذا عند القمة نجد الشمس رمزًا للإشراق الذي يغمر الإنسان عندما يصل لهذا الاتحاد الوجداني.

للتعرف أكثر على مطبوعاتنا الفنية واقتنائها، زوروا متجرنا الإلكتروني. الرابط في النبذة التعريفية
‏@shop.arabicwords0
shop.arabicwords0.com

‏‎مطبوعاتنا الفنية صمّمت خصيصًا لتكون هدايا قيّمة لكل صديق أو قريب أو حبيب، حيث نتناول مواضيع وجدانية وإنسانية، كالحب والصداقة والأخلاق والطرق الواضحة التي ترنو إليها الروح ونمزج فيها بين روعة اللغة العربية وبساطة التصميم الذي يضفي تسلسلًا منطقيًا على ثروة العربية من المفردات مع توضيح مدى التآلف بينها.

تاريخ النشر 28-01-2022
اقتباسات أخرى ذات صلة