{الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَـٰنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ}
{الفطور} جمع فَطْر، وهو الشق والصدع، يقال فطر فلان الشيء فانفطر، إذا شقه.
وقوله {كَرَّتَيْنِ} مثنى كرَّة، وهي المرة من الكَرّ، وهو الرجوع إلى الشيء مرة أخرى، يقال كر المقاتل على عدوه، إذا عاد إلى مهاجمته بعد أن تركه. والمراد بالكرتين هنا معاودة النظر وتكريره كثيرًا، بدون الاقتصار على المرتين، فالتثنية هنا كناية عن مطلق التكرير، كما في قولهم لبيك وسعديك.
وقوله {خَاسِئًا} أي صاغرًا خائبًا لأنه لم يجد ما كان يطلبه ويتمناه.
وقوله {حَسِيرٌ} بمعنى كليل ومتعب، من حسَر بصرُ فلان يَحسُر حسورا إذا كَلَّ وتعب من طول النظر والتأمل والفحص.
والمعنى ما ترى - أيها الناظر - في خلق الرحمن من تفاوت أو خلل.. فإن كنت لا تصدق ما أخبرناك به، أو في أدنى شك من ذلك، فكرر النظر فيما خلقنا حتى يتضح لك الأمر، ولا يبقى عندك أدنى شك أو شبهه.
المصدر: تفسير الوسيط