النصب: التعب والمشقة. أنصبه: أتعبه.
{فَإِذَا فَرَغْتَ فَٱنصَبْ}: "أصل الفراغ خلو الإِناء مما بداخله من طعام أو غيره، والمراد به هنا الخلو من الأعمال التي تشغل الإِنسان، والنصب التعب والاجتهاد في تحصيل المطلوب" (تفسير الوسيط) أي "واجلس مع الله جلسة دعاء وابتهال وخشوعٍ، واجهد نفسك في ذلك، حتى تأخذ من هذا التعب راحة النفس وطمأنينة الروح، لأن في العيش مع الله كل القوّة وكل الراحة، وكل الاطمئنان وكل الرضى" (تفسير من وحي القرآن) وقيل {فَإِذَا فَرَغْتَ فَٱنصَبْ} أي "إذا أتممت عملاً من مهام الأعمال فأقبل على عمل آخر بحيث يعمر أوقاته كلها بالأعمال العظيمة. ومن هنا قال رسول الله ﷺ عند قفوله من إحدى غزواته "رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر"، فالمقصود بالأمر هو {فانصب}. وأما قوله {فإذا فرغت} فتمهيد وإفادة لإِيلاءِ العمل بعملٍ آخر في تقرير الدين ونفع الأمة. وهذا من صيغ الدلالة على تعاقب الأعمال" (التحرير والتنوير)
و في الحديث الشريف: إِنَّما فاطمةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، يُؤْذِينِي ما آذَاها، و يُنْصِبُنِي ما أنْصَبَها.
ينصبني ما أنصبها، أي يتعبني ما أتعبها.