هل تعرف قصة هذا التعبير الغريب: "أموت وفي نفسي شيءٌ من حتى"؟
لماذا قد يموت الإنسان وهو لا يزال يفكر في كلمة؟
روي أن هذه العبارة قالها سيبويه على فراش الموت، أو رواها تلميذه الأخفش عنه، ويعني أن كلمة "حتى" لا تزال تستعصي على التصنيف لديه.
فالمعروف لدى النحويين أن العوامل إما تعمل في الأسماء أو الأفعال، ولكن "حتى" تعمل في هذه وتلك، ومعمولها يكون مرفوعًا ومنصوبًا ومجرورًا.
فعلى سبيل المثال، إذا قلنا:
"أكلت السمكة حتى رأسها"، نجد أن "رأس" قد تكون مرفوعة ومنصوبة ومجرورة:
بالرفع: أكلتُ السمكةَ حتى رأسُهَا (أي أكلت السمكة ولم أبق شيئًا، بما في ذلك الرأس)
حتى هنا حرف ابتداء ورأس مبتدأ مرفوع
بالنصب: أكلتُ السمكة حتى رأسَها (أي أكلت السمكة ورأسها) حتى هنا أداة عطف ورأس معطوف منصوب بالفتحة
بالجر: أكلت السمكة حتى رأسِها (أي أكلت السمكة إلى الرأس، ولم آكل رأسها) حتى هنا حرف الجر ورأس اسم مجرور بالكسرة.
وفي الاصطلاح المعاصر يقول المرء "في نفسي شيء من حتى" عندما لا يجد ضالته رغم بذل الجهد أو ليعبر عن أنه غير راض عن أمر معين أو يساوره شك ما.