Language may unjustly hinder communication Since intentions are often lost in translation
قَدْ تَحْجُبُ اللُّغَةُ الوِصَالَ تَعَسُّفاً إِنَّ المَقَاصِدَ في التَرَاجِمِ مُلْجَمَة

تعقيبًا على المنشور الأخير "سيد القوم خادمهم"، وصلتنا عشرات التعليقات أسفل المنشور وفي البريد الخاص تنتقد الترجمة بأنها خاطئة وتقترح ترجمة بديلة. من وجهة نظرنا كل التعليقات والاقتراحات تنطلق من فهم و رؤية للترجمة مختلفة عما نتبعه.

معظم التعليقات أخذت المعنى الحرفي والمباشر للعبارة وهو أن من ساد القوم فعليه خدمتهم، ولكن هناك معنى آخر نظنه أعمق، ألا وهو أن من يخدم القوم هو الأحق بسيادتهم (أي أن الخدمة تأتي أولا لا السيادة). وهناك حديث يرجح هذا التفسير، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَادِمُ الْقَوْمِ سَيِّدُهُمْ، وَسَاقِيهِمْ آخِرُهُمْ شُرْبًا» وهناك رواية عن أبي طالب عم النبي: " قل أن يسود فقير وساد أبو طالب وهو فقير لا مال له" بمعنى آخر، العبارة لا تنصح السادة أن يخدموا، وإنما تصف من يخدمون الناس أنهم سادة. وعلى ضوء هذا الفهم، ترجمنا العبارة.

والترجمة في جوهرها عملية تفسيرية. عندما تتعدد المعاني على المترجم أن يختار أرجحها، ولا يكتفي بنقل المعنى كلمة بكلمة أو نقل انطباعه الأول. والعبارة هنا من 3 كلمات، فما أسهل ترجمتها بالمعنى الذي أشار إليه المعلقون، ولكننا لكثرة ألفتنا للمثل قد نغفل المعنى الأعمق فيه.

تاريخ النشر 24-12-2021