عندما نسمع كلمتي "العرب" والعجم"، يتبادر لأذهاننا أنها تشير لجنسين من البشر، ولكن يغيب عنا أن وراء الكلمتين دقائق لغوية أخرى.
فالأصل "عَرَبَ" من معانيه الإفصاح، نقول أعرب الرجل عن نفسه إذا بين ووضح وسمي الإعراب بذلك لأن يبين الكلام ويوضحه، وأعرب كلامه أي نطقه دون خطأ.
أما الأصل "عَجَمَ" فمن معانيه السكوت والصمت، ويقال للصبي ما دام لا يتكلم: صبي أعجم، والعجماء في لغة العرب هي البهيمة، وسميت عجماء لأنها لا تتكلم. وإعجام الكلام هو إبهامه (والعجيب أن يعني الإبهام وإزالة الإبهام في الوقت نفسه، فهو من ألفاظ الأضداد).
واختلف النحاة في سبب تسمية المُعجم بهذا الاسم. فقيل أنها من إعجام الحروف أي إضافة النقاط إليها، وقيل سميت باسم الحروف المعجمة (وذلك بمعنيين، الحروف ذات النقاط، أو الحروف المبهمة لأنها جميعًا بلا معنى في حد ذاتها)، وقيل أيضًا أن المعجم سمي بذلك لأنه يزيل الإبهام.
وتسمية غير المتحدثين بالعربية بالعجم من باب القياس، كأنّ العرب عندما لم يفهموا لغة غيرهم وصفوهم كأنهم خرس أو غير ناطقين.
وليس هذا التصنيف بغريب عن الأمم، فكلمة Barbarian الإنجليزية التي تعني الهمج مشتقة من اليونانية القديمة barbaroi، ولها عدة معانٍ، فهي تعني الأجنبي، والشخص المتلعثم في كلامه أو غير المفصح، والشخص فظ الطباع. فالإغريق في ذلك مثل العرب، يعتبرون أنهم معيار الفصاحة أو الأخلاق.
.
#اليوم_العالمي_للغة_العربية



