كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ

"كل من عليها فان. طب ليه ما تكون شهادة في سبيل الله؟"

هذا ما قالته والدة الشهيد مصطفى العابد الذي استشهد في معركة سيف القدس: "ثلاث قطع راحو مني. ما ضل فيش عندي اشي الحمدالله. ولكن الشباب اللي بتروح بتتعوض. أما الأقصى لا يعوض.. نحن فدى الأقصى"

أما زوجته فقالت: "طلبها ونالها وبيستاهل. مشلكتو إنو سبقني ونالها. راح أربي أولادي الأربعة بإذن الله على طريق الجهاد. كلنا فداء الأقصى…رضينا عنك يا رب فارض عنا. اللهم خذ من دمائنا وأموالنا حتى ترضى."

ثقافة الاستشهاد في سبيل الله لم تتغير على مر الأزمان، حتى إن التعبيرات التي تستخدم متشابهة، بل تكاد تكون متطابقة. وما قاله الحسين (ع) وآله وأصحابه يتردد صداه إلى اليوم في كل البيئات المقاومة (مرر الشاشة للاطلاع على مقارنة بين ما قيل في كربلاء وما يقال في فلسطين)
.
وفي الأدب أيضا، ولا سيما في الشعر العربي المعاصر، يتردد تشبيه فلسطين بكربلاء. ففي قصيدته "العودة إلى كربلاء" يستدعي الشاعر الفلسطيني أحمد دحبور حادثة استشهاد الحسين ويسقط دلالتها على القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني: الخذلان، الدماء، الأسى والعطش (مرر الشاشة للاطلاع على القصيدة) وفي قصيدته بين السموات ورأس الحسين، يقول مظفر النواب:

أنا لست ابكي
فإنك تأبى بكاء الرجال
ولكنها ذرفتني أمام الضريح عيوني
يطاف برأسك فوق الرماح
ورأس فلسطين أيضاً يطاف به
في بلاد العروبة
يا للمروءة والعبقرية بالجبن

كما استدعى عدد من الشعراء الفلسطينيين واقعة كربلاء من زوايا مختلفة، فكتب محمود درويش:

بعيدًا بعيداً
تكون جراح الحسين منارة
وحين تجيء يفرون منها
ويرجمها ضابط بالحجارة

وكتب معين بسيسو متخذًا ذات الموقف الاحتجاجي من المتخاذلين والمنافقين:
تموت في الخريف مرة
وفي الربيع مرتين
يستيقظ الشتاء في غصونها
ويأكل اليدين
رأيته في كربلاء
تحت راية الحسين
صهيل سيفه مع الحسين
وفوق سيفه قصيدة منقوشة
في مدح قاتل الحسين!

والخلاصة هي أن الحسين رمز خالد للمعركة بين الحق والباطل على اختلاف الزمن وطبيعة أطراف هذه الحرب الأبدية.المعركة هي هي: بين الحق والباطل.. بين الخير والشر بين الظلم والعدل.. وبين الحرية والاستعباد.

تاريخ النشر 18-08-2021