نفكر عادة في المجاز على أنه محض محسّن بديعي، ولكنه في واقع الأمر جزء لا يتجزأ من الإدراك الإنساني. يرى عبد الوهاب المسيري أن الكيان الصهيوني مؤسس على مجموعة من المجازات أهمها أن الكيان يشبه حائط السد أو كلب الحراسة الذي يستخدمه الغرب للسيطرة على الشرق، بل وقد رأينا كيف تُستخدم تشبيهات مثل "الدروع البشرية" لتبرير قصف المدنيين و"القبة الحديدية" لوصف نظام الصواريخ الذي يجعل إحدى أكثر القوى تسليحًا على وجه الأرض تبدو وكأنها في موضع الدفاع.
وهنا تأتي الم ق ا و م ة لتستخدم نفس السلاح وتحيل الحرفية الباردة إلى مجازات نابضة بالحياة.. فليس من الغريب إذًا أن عملية الم ق ا و م ة الأخيرة تسمى "سيف القدس". هذه حرب بين المجازات والتشبيهات التي تعبر عن هوية الطرفين قبل أن تكون حربًا بالأسلحة والنيران، و "الهوية هي حلبة الصراع الحقيقية بيننا وبين العدو" مثلما يقول المسيري.
.
- الاقتباس بناء على أفكار المسيري في كتاب "اللغة والمجاز ووحدة الوجود"



