معنى المباهلة
قيل إنها "القول الفصل في نهاية الجدل" و "التضرع في الدعاء لاستنزال اللعنة على الكاذب" وهي "الضراعة إلى القوة القاهرة التي تتصرف في الأمر لتنهي الخلاف"، ثم صار المراد بالمباهلة مطلق الدعاء، فنقول: "نبتهل إلى الله"، أي ندعوه.
آية المباهلة – أسباب النزول:
عندما وصل الحوار بين الرسول ﷺ ونصارى نجران إلى طريق مسدود، نزلت الآية {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ الله عَلَى الْكَاذِبِينَ} أي "ائتوا أنتم بأعزِّ النّاس عندكم، وأنا سوف آتي بأعزِّ الناس لديَّ، ولنتباهل، فإن كنت صادقاً، أُنزلت اللّعنة عليكم، وإن كنت كاذباً، أُنزلت اللّعنة علينا."
أحداث يوم المباهلة:
قبل النصارى بذلك، وفي يوم المباهلة جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم محتضنا الحسين وآخذاً بيد الحسن وفاطمة تمشي وعليٌّ خلفها وهو يقول "إذا أنا دعوت فأمّنوا" أي قولوا آمين. هزَّ هذا المشهد نصارى نجران لأنهم كانو يعلمون مكانة هؤلاء في قلب الرسول فهو لا يعرِّض أعزّ الناس عنده للعذاب والطرد من رحمة الله إن كان كاذباً.
حينئذ قال أسقف نجران: "إني لأرى وُجُوهاً لو شاء الله أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله بها، فلا تباهلوا فتهلكوا". وقرروا ألا يدخلوا في المباهلة، وأن يعقدوا اتفاقية الصّلح مع المسلمين لتنظم العلاقة بينهم وبين المسلمين، وعادوا إلى ديارهم آمنين.
المصادر: الكشاف - المستدرك على الصحيحين - من وحي القرآن - مصادر أخرى.