(يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا)
التعفف ترك الشيء والتنزه عن طلبه، بقهر النفس والتغلب عليها. أي يظنهم الجاهل بحالهم، أو الذي لا فراسة عنده، يظنهم أغنياء من أجل تجملهم وتعففهم عن السؤال، أما صاحب الفراسة الصادقة، والبصيرة النافذة فإنه يرحمهم ويعطف عليهم لأنه يعرفهم (بِسِيمَاهُمْ) ما لا يعرفه غيره. والسيما والسيماء العلامة التي يعرف بها الشيء. فأصحاب الأنظار التي تأخذ الأمور بمظاهرها يظنونهم أغنياء، أما أصحاب البصيرة المستنيرة، والحس المرهف، والفراسة الصائبة، فإنهم يدركون ما عليه أولئك القوم من احتياج، بسبب ما منحهم الله من فكر صائب ونظر نافذ، وفي الحديث الشريف (اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله) (لاَ يَسْأَلُونَ ٱلنَّاسَ إِلْحَافاً) والإِلحاف هو الإِلحاح بأن لا يفارق السائل المسئول إلا بشيء يعطاه. والمقصود أنهم لا يسألون أصلا تعففاً منهم (التفسير الوسيط).