O believers, fasting is enjoined on you as it was on those before you, so that you might become righteous / so that you might be mindful of God
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ

لاحظوا: {كتب عليكم الصيام} —-> {لعلكم تتقون}

لا معنى للشعائر والعبادات إذا لم تحقق الغايات التي شرعت من أجلها. غاية الصيام وغيرها من العبادات التقوى. بل تعتبر التقوى غاية الغايات في الإسلام.

فما التقوى؟

أفضل مصدر لبيان القرآن هو القرآن نفسه:

{وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}

"تأمل العبارتين المتقابلتين...(البر والتقوى) و (الإثم والعدوان)، فالبر يقابله الأثم والتقوى يقابلها العدوان، اذا ضد التقوى هو العدوان، والعدوان هو مطلق الظلم والتجاوز، وكل نقيض للعدل هو عدوان وظلم وتجاوز"

"وقد ربط الله عز وجل تكاليفه الشرعية بالتقوى، وبين أن لا قيمة للعبادات إذا لم تتحقق التقوى، {إنما يتقبل الله من المتقين} إذا غير المتقين فلن يقبل الله عبادتهم".

لماذا تعتبر التقوى غاية الغايات؟

يقول الدكتور محمد الفقيه:

"إذا كان المقصود بالتقوى كف الأذى والعدوان وتحقيق العدل ورد الظلم، كما بينت الآية القرآنية، فهذا يعني أن التقوى هي الأساس الذي يقوم عليه الكون، فلا يمكن تصور أن يعبد الله في الأرض بغير التقوى، ولا يمكن أن تقوم عمارة أو حضارة في الأرض بغير التقوى، فالعدوان الذي هو ضد التقوى سيؤدي لا محالة إلى عدم الإستقرار في الأرض وإلى النزاعات والخلافات والفوضى وسفك الدماء وانتهاك الحرمات، وهذا كله مناقض للهدف الرئيس من الخلق وهو تحقيق الخلافة في الأرض، فالخلافة في الأرض تعني عمارتها من خلال العلم والمعرفة والتعارف بين الناس وتبادل الخبرات والتعاون فيما بينهم وهذا لا يمكن تحققه إلا من خلال السلم العام بين المجتمعات، لذلك جعل الله تعالى التقوى في أعلى سلم الغايات في القرآن الكريم، فالتقوى بهذا المفهوم ليست مصلحة إسلامية فقط وإنما هي مصلحة إنسانية عامة، فلا أمن ولا سلام ولا استقرار ولا حضارة
ولا عمران إلا بالتقوى"

المصدر: د. محمد الفقيه، ما التقوى؟

تاريخ النشر 13-04-2021