and hearts reached the throats
وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ

{وَبَلَغَتِ ٱلْقُلُوبُ ٱلْحَنَاجِرَ }
بيان آخر لما أصاب المسلمين من بلاء بسبب إحاطة جيوش الأحزاب بهم. والحناجر جمع حنجرة، وهي جوف الحلقوم، والمراد أن قلوبكم فزعت فزعًا شديدًا، حتى لكأنها قد انتقلت من أماكنها إلى أعلى، حتى قاربت أن تخرج من أفواهكم. فالآية تصور ما أصاب المسلمين من فزع وكرب في غزوة الأحزاب تصويرًا بديعًا مؤثرا، يرسم حركات القلوب، وملامح الوجوه، وخلجات النفوس. وقوله - سبحانه - { وَتَظُنُّونَ بِٱللَّهِ ٱلظُّنُونَاْ } بيان لما دار فى عقولهم من أفكار، حين رأوا الأحزاب وقد أحاطوا بالمدينة. والظنون جمع الظن. وهو مصدر يطلق على القليل والكثير منه. وجاء بصيغة الجمع لتعدد أنواعه، واختلافه باختلاف قوة الإِيمان وضعفه. أي وتظنون - أيها المؤمنون - بالله - تعالى - الظنون المختلفة، فمنكم من ازداد يقينا على يقينه، وازداد ثقة بوعد الله - تعالى - وبنصره، ومنكم من كان أقل من ذلك في ثباته ويقينه، ومنكم من كان يظهر أمامكم الإِيمان والإسلام، ويخفي الكفر والعصيان، وهم المنافقون وهؤلاء ظنوا الظنون السيئة، بأن اعتقدوا بأن الدائرة ستدور عليكم (الوسيط في تفسير القرآن الكريم، طنطاوي)

تاريخ النشر 02-02-2021