Recount her tales, my companions, distract me
عَلِّلَانِي بِذِكْرِهَا عَلِّلَاني

اسحب الشاشة لسماع البيت بصوت الفنان القدير أبو بكر سالم رحمه الله

مَرضِي منْ مريضةِ الأجفانِ
علِّلاني بذِكْرِهَا عَلِّلاَني
الهَوَى راشقي بغَيرِ سِهَامٍ
الهَوَى قاتلي بغَيْرِ سِنَانِ
- ابن عربي
•••
مَرضِي منْ مريضةِ الأجفانِ
‏علِّلاني بذِكْرِهَا عَلِّلاَني
‏هَفَتِ الوُرقُ بالرّياضِ وناحَتْ، -
‏شجوُ هذا الحمامِ مما شجاني
‏-ابن عربي
.
علله: ألهاه وشغله وسلّاه، وحدَّثه، وسقاه السقية الثانية
...
يقول الشاعر "عللاني بذكرها عللاني" أي ألهياني واشغلاني بالحديث عنها لتطيب آلامي، وشرحها بهاء الدين محمد بن عبد الغني البيطار بأنه يخاطب لسانه وقلبه، وربما فسرها كذلك لأن الشعر الصوفي له معنى خفي في أحيان كثيرة، ولكن مخاطبة المثنى المجهول تقليد عربي يعود إلى أقدم الأشعار المتوفرة لدينا، ففي مطلع معلقة امرئ القيس يقول الشاعر: "قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزلِ"، وشرحها الخطيب التبريزي بأن الشاعر ربما يخاطب رفيقين، وربما خاطب رفيقًا واحدًا لأن العرب كانت تخاطب الواحد مخاطبة الاثنين (واستشهد بأحد تفسيرات قوله تعالى "ألقيا في جهنم")، وربما كان السبب ثقافيًا لأن أقل رفقة في السفر كانت ثلاثة حسبما جرت عادتهم.

وقد استمر هذا التقليد حتى بين شعراء الحواضر الكبرى، فيقول المتنبي مثلا:
"فلا تبلغاه ما أقول فإنه... شجاع متى يذكر له الطعن يشتقِ"

ويقول ابن المعتز:
"يا خَليلَيَّ هَيّا... وَاِسقِياني المُداما"

بل إن هذا التقليد ظل متبعا حتى العصر الحديث، فيقول أحمد شوقي:
"خَليلَيَّ اِهبِطا الوادي وَميلا... إِلى غُرَفِ الشُموسِ الغارِبينا"
.

اقتباسات - عللاني:

علّلاني فإنّ بِيضَ الأماني
فَنِيَتْ والظّلامُ ليسَ بِفاني
إن تَنَاسَيْتُما وِدادَ أُناسٍ
فاجعَلاني مِن بعضِ مَن تَذكُرانِ
-أبو العلاء المعري
•••
عللاني بذكر تلك الليالي
وعهود عهدتها كاللآلي
لست أنسى للحب ليلة أنس
صال فيها على النوى بالوصال
غفل الدهر والرقيب وبتنا
فعجبنا من اتفاق المحال
ضمنا ضمة الوشاح عناق
بيمين معقودة بشمال
-أبو البقاء الرندي
•••
يا خليلي والمودة دين
عللاني بذكرها عللاني
إن فيها روحي وسر فتوحي
ودليلي لحضرة الرحمن
وطريقي إلى الرسول وذخري
ومغيثي إذا الزمان دهاني
- أبو الهدى الصيادي
•••
بأبي ذاك حبيباً هاجراً
لم يدعْ لي الحُبُّ عنه مصطَبر
علِّلاني عن ملمَّاتِ الذَكَرْ
وانفيا بالكأس عن قلبي الفكر
- ابن الرومي

تاريخ النشر 22-07-2020