{وَاللّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ} أي إذا أقبل وأدبر في مبدأ الليل ومنتهاه، والعسعسة هي رقة الظلام، في ما يثيره في النفس من انسيابٍ رقيقٍ يخدّر المشاعر، ويوحي بالاستغراق في بحر الظلام العميق الممتد في الكون، في إحساس يلتقي فيه الخوف بالأمان.
{وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} أي إذا أقبل في انفتاحه على الأفق، كما لو كان موجوداً حياً يتنفس، وفي أنفاسه النور والحياة والحركة، فكأنه كان محبوساً في دائرة الظلام، يعاني الاختناق، ثم تنفس، فبدأت أنفاسه تمنح الكون روحاً ونسيماً وحيوية وإشراقاً، تماماً كما هو النفس في تأثيره على الجسد. ويلاحظ أن في اختيار الألفاظ في هذه الفقرات لوناً من الإيحاء التعبيري الذي يوحي ببعض الأجواء والمشاعر والأحاسيس التي تتجاوز المعاني اللغوية للكلمات.
(تفسير من وحي القرآن، فضل الله).

وَاللّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ
القرآن الكريم
تاريخ النشر 09-05-2020