And among mankind is he whose talk about worldly life impresses you
وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا

توصف هذه الآيات ذلك النموذج المنافق الذي يحاول أن يستغل طيبة النّاس وبساطتهم وصدقهم من خلال أساليب ناعمة ومواثيق مؤكدة.... {وَمِنَ النّاس مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} في دلالته على إخلاصه وأمانته وتخطيطه للعمل الصالح الذي يتصل بحياة النّاس في قضاياهم العامة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والروحية {وَيُشْهِدُ اللّه عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ} بالأيمان المغلظة والتأكيدات الحاسمة، ليخضع النّاس له من باب قداسة الشهادة وعظمة الميثاق {وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ} أي: شديد الجدال والعداوة للمسلمين وللحقّ (من وحي القرآن، فضل الله)
•••
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} قوله يعجبك، يرضيك، يعرف الوَتَرَ الحساس، يعزف عليه، يتلاعب بعواطفك، إنه ذكي... بإمكان الإنسان أن يتكلم كلاماً طيباً، ويعمل عملاً طيباً، وينتزع إعجاب الناس {وهو ألدّ الخصام} وهو عدوٌ لدود (النابلسي)
•••
{وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فى ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا} أي يروقك لك منطقهم، ويعجبك بيانهم، ويحسن عندك مقالهم. فأنت معجب بكلامهم الحلو الظاهر، المر الباطن، وأنت في هذه الدنيا لأنك تأخذ الناس بظواهرهم، أما في الآخرة فلن يعجبك أمرهم لأنهم ستنكشف حقائقهم أمام الله الذي لا تخفى عليه خافية... وعلى هذا التفسير يكون قوله { فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } متعلقاً بيعجبك. وبعضهم يجعل قوله { فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } متعلقاً بالقول فيكون المعنى عليه ومن الناس فريق يعجبك قولهم إذا ما تكلموا في شئون الدنيا ومتعها { وَيُشْهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فى قَلْبِهِ} أي يقرن معسول قوله، وظاهر تودده، بإشهاد الله على أن ما في قلبه مطابق لما يجرى على لسانه. وكأن هذا النوع المنافق قد رأى من الناس تشككاً في قوله، لأن من عادة المنافقين أن يبدو من فلتات لسانهم ما يدل على ما هو مخبوء في نفوسهم فأخذ يوثق قوله بالأيمان الباطلة بأن يقول لمن ارتاب فيه الله يشهد أني صادق فيما أقول.. إلى غير ذلك من الأقوال التي يقصد بها تأكيد قوله وصدقه فيما يدعيه، {وَهُوَ أَلَدُّ ٱلْخِصَامِ} الألد الشديد الخصومة والعداوة (تفسير الوسيط، طنطاوي)

تاريخ النشر 03-05-2020