{الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا}

جَلَسَ الشَّخْصُ: أَتَى مَكَانًا مُرْتَفِعًا
قَعَدَ : جَلَسَ مِنْ قِيَامٍ
معجم الدوحة
.
جاء في المصباح المنير: "والجُلُوس غير القُعُود؛ فإنَّ الجُلُوس هو الانتقال من سُفْلٍ إلى عُلُوّ، والقعود هو الانتقال من عُلو إلى سُفْل، فعلى الأوَّل يقال لمن هو نائم أو ساجد: اِجْلِسْ، وعلى الثاني يقال: لمن هو قائم: اُقْعُدْ"
.
ويرى بعض العلماء أنَّ (الجُلُوس) و(القُعُود) مترادفان ويميلون إلى التوسع في الاستعمال اللغويّ لأنَّه كما يقال: "لا تُضَيِّقْ واسعاً" فلا مانع من أنْ يقال في طلب الجلوس: اجْلِسْ أو اقْعُدْ.
.
وفي الفرق بين القعود والجلوس في القرآن الكريم:
.
{فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ} قال: في مقعد صدق ولم يقل: في مجلس صدق؛ لأن القعود جلوس فيه مكثٌ ومنه: "قَوَاعِدَ البَيْتِ" [و] { وَٱلْقَوَاعِدُ مِنَ ٱلنِّسَآءِ } [النور: 60]، ولا يقال جوالس فأشار إلى دَوَامِه وثَبَاتِهِ، ولأن حروف "ق ع د" كيف دارتْ تدل على ذلك والاستعمال في القعود يدل على ذلك ومنه: { لاَّ يَسْتَوِي ٱلْقَاعِدُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } [النساء: 95]، وقوله { مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ } [آل عمران: 121] إشارة إلى الثبات وكذا قوله: { عَنِ ٱلْيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ قَعِيدٌ } [ق: 17]، فذكر المقعد لدوامه أو لطوله وقال في المجلس: { تَفَسَّحُواْ فِي ٱلْمَجَالِسِ } [المجادلة: 11] إشارة إلى الحركة، وقال { ٱنشُزُواْ } [المجادلة: 11] إشارة إلى ترك الجلوس أي هو مجلس فلا يجب ملازمته بخلاف المقعد.
.
المصدر: اللباب في علوم الكتاب لابن عادل