رسومات من مجموعة "منطق الطير" للفنانة جمانة مدلج @joumajnouna والمستوحاة من كتاب بنفس الإسم لفريد الدين العطار وهو شاعر فارسي متصوف ويعتبر من أعظم الشعراء الصوفيين.
{وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ}
جمع العطار في قصته الطيور لتقوم برحلة نحو "السيمرغ" الطائر الأكمل والأجمل الذي يمكن للطيور ان تجعل منه ملكاً وسلطانًا عليها. واختارت الطيور الهُدهُد ليكون قائدًا ومرشداً لها. والهُدهُد هو من الرموز القرآنية فهو الذي قاد النبي سليمان إلى ملكة سبأ، والذي انطقه الله تعالى اذ قال لسليمان: {أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ}
تتجمع آلاف الطيور حول الهُدهُد فيقف فيها خطيباً ويحثها على الرحلة رغم مشاق السفر. فترحل الطيور مع الهُدهُد أسراباً قاطعين الفيافي والوديان من بينها الوديان السبعة التي ترمز الى مراتب الوصول الصوفي وهي: وادي الزُهد، وادي العشق، وادي المعرفة، وادي الاستغناء، وادي التوحيد، وادي الحيرة أو الدهشة وأخيرًا وادي الفناء والبقاء.
رحلت الطيور ومات من مات أثناء السفر ولم يبقى سوى ثلاثين طيراً استطاعت أن تبلغ غايتها واذ تكتشف عند الوصول ان طائر السيمرغ هو انعكاسًا لذاتها، وأن ثمة توحّداً تاماً بينه وبينها فهو ليس الا تفانيهم الروحي في الوصول إلى العشق الإلهي.